دعوت في عمودي الأسبوعي «حصاد الخميس» إلى تكريم كل من الصالحين الفريق أحمد ڤايد صالح وعبد القادر بن صالح، لأنهما يستحقان فعلا هذا التبجيل، نظير ما قاما به وقدماه للأمة متشبعين بأخلاق المجاهدين الأفذاذ حاملين أمانة الشهداء على أعناقهما.
تحمل ڤايد صالح المجاهد الصادق كما وصفه الرئيس تبون في كلمته، كل مشاق البلد وتكالبات الأعداء وضغينة الحاقدين من أشباه الساسة؛ دون أن تنقص من عزيمته شيئا ولو قيد أنملة؛ وظل على العهد الذي قطعه أمام الله والوطن بأن يقود القاطرة إلى بر الأمان متحديا كل الصعاب والمكائد الشقيقة والصديقة.
لا يلبث بالجلوس خلف مكتبه إلا قليلا، حيث عرفت العشر أشهر السابقة، من عمر الحراك الشعبي تنقلاته الماراطونية، جسدها نشاطه المستمر الدؤوب، كقائد ومرشد وناصح آمين، بالرغم من الألغام المزروعة في دواليب الدولة من رؤوس الفساد، أبطالها رجال الدولة انفسهم، وقادة اجهزتها.
أدرك الرجل أن مجابهة الوضع، تقتضي عزيمة متشبعة بمرجعية نوفمبرية أصيلة ؛ وصلابة رجال. رغم التكالب الإعلامي الذي أثبت مرة أخرى، أنه بعيد عن الاحترافية والحيادية، فقد كانت بوقا للفتنة بكل ما تحمله هذه الكلمة من دسائس وسموم ظلت تنوعها عبر بلاطوهاتها وأوراقها الصفراء.
كل هذه المشاق تحملها الفريق ڤايد صالح رفقة القيادة العليا للجيش الذين أقسموا، على إعادة قاطرة الجزائر إلى عهدها مع الشهداء، وظلت الإشاعات تلاحقه، عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ تنشرها جيوب الفتنة ومن ورائها أعداء الجزائر.
لم يثنه عن مواصلة المهمة الشاقة، فعمل على تحديث التعليم والتكوين في صفوف مؤسسة الجيش وعرفت هذه الفترة أهم مناورات عبر النواحي العسكرية، كما شهدت الفترة مناورات بحرية لأول مرة في تاريخ هذه المؤسسة العريقة.
ظل المجاهد على أهبة الاستعداد لأي طارئ مهما كان نوعه، وقد عهدناه ملازما لبدلته العسكرية منذ أن كان في صفوف جيش التحرير الوطني، وهو لم يتجاوز السبع عشرة سنة، وبقي وفيا لها وهو في هذا العمر، هي صفات وخصال القائد المحنك الجدير بالتكريم والتبجيل .
وإذ لا يقل المجاهد عبد القادر بن صالح عنه شأنا رغم المرض، لكنه لم ييأس، وتحمل الأمانة بمسؤولية كبيرة، وإرادة صلبة، لأنه من جيل تربى في أغوار ثورة الفاتح من نوفمبر، جيل لا تثنيه الصعاب عن العزم لحظة الجد، صبر وتحمل، لأنه يدرك أن ما ينفع الوطن يمكث في الحقيقة وأما الغثاء فيذهب مع السيل.