كشفت مديرية مراقبة التسيير والمالية لـ«الفاف» في تقرير لها منذ تبنيها عن أرقام تطرح عدة تساؤلات حول الأندية المحترفة في القسم الأول حيث بلغ العجز المالي لـ 10 فرق 740 مليار سنتيم.. الأمر الذي يؤثّر على السير الحسن لهذه الأندية، وبالتالي كرة القدم الجزائرية التي اعتمدت الاحتراف منذ عدة سنوات.
فالتسيير العشوائي وبدون مخطّط واضح على المديين الطويل والمتوسّط يجعل من أنديتنا تقع في مثل هذه «الأوضاع» التي تؤثّر على الجانب التنظيمي والفني في نفس الوقت.
نتابع في عدة مناسبات في المدة الأخيرة
«مشاكل» كبيرة متعلّقة بعدم حصول اللاعبين على مستحقاتهم، وكذا الطاقم الفني..
ويرتسم ذلك على نتائج الفرق التي تعيش ضغطا كبيرا في حالة عدم وجود الحلول في مدة «منطقية».
ولذلك، فإن الاحتراف لا يعني الحصول على أموال وتخصيصها لجلب اللاعبين المميّزين قبل بداية الموسم، وإعطاء وعود للجمهور باللعب على عدة جبهات.. ويتكرّر ذلك في كل موسم دون الوصول إلى الأهداف في غالب الأحيان.. إضافة إلى تراكم «الديون» من خلال الانتدابات «غير المدروسة» من الناحية المالية.
رسم استراتيجية تتماشى مع قدرات الأندية هو الذي يعطي «بوادر» تحقيق أرقام في المستوى، لأن احتراف الأندية يجعلها تركّز بصفة كبيرة على الاعتماد على «كفاءات» في التسيير لوضع الترتيبات التي تتماشى مع الأهداف التقنية.
لكن للأسف الشديد غابت هذه «الرؤية» في الكثير من الأحيان وأثّرت فعلا على عديد الفرق.
الكل يتحدّث عن «المثال» الذي لا بد أن يقتدى به والمتعلق بنادي بارادو الذي «رسم» خطّة اعتمدت على التكوين لسنوات طويلة، والتي أعطت «ثمارا» حقيقية من خلال نجاح عدة لاعبين في فرض وجودهم في أندية أوروبية ويلعبون كأساسيين في الفريق الوطني.. والقائمة مازالت مفتوحة.
وقد تمكّن فريق بارادو من الحصول على مبالغ مالية معتبرة من تنقل لاعبيه إلى أندية أخرى.. هذه الأموال التي تجعل الفريق يواصل عمله بثقة وتنظيم كبيرين دون الدخول في «نفق» المشاكل وعدم التوازن الذي تعرفه الكثير من أندية المحترف الأول.