مبدعون شباب يحملون في أيديهم أعمالهم من روايات وشعر ومجموعات خواطر وقصص; يجوبون أروقة المعرض الدولي للكتاب، باحثين عن وسيلة إعلامية تمنحهم قدرا من الاهتمام و فرصة للظهور إلى القارئ، تدفعهم تلك الشجاعة التي تعتلي الكاتب للتباهي بعمله وفرضه للعلن.
الجميل هذه السنة، أن هذه الأقلام الشابة تخطت إشكال غياب التوزيع و الإشهار- الحلقتين المفقودتين للأسف في عالم النشر في بلادنا- بالترويج لأعمالهم الأدبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فكانت مبادرات ذكية لاقت تجاوبا كبيرا من قراء تجمعهم وإياهم نقاط مشتركة كالعمر و نفس الطموحات و الانشغالات والأحلام، فصار الصالون هذه السنة بامتياز ملتقى أقلام شابة تكتب إلى الشباب وعنهم.
هذه الأقلام الواعدة التي لم يتخط الكثير منها سن المراهقة، استطاعت و بالرغم من الاستغلال البشع لبعض دور النشر لها ماديا و معنويا، أن تتخطى حدود و زمن طاولات البيع بالتوقيع، باحثة لها عن مكان في الكثير من بلاطوهات القنوات التلفزيونية، واستوديوهات المحطات الإذاعية، صفحات الجرائد المكتوبة والرقمية، فارضة وجودها في المشهد الثقافي بالرغم من انتقاد البعض لها.
لقد جعلت هذه الأسماء الفتية من شغف المراهقة والشباب محركا لعزيمتها ومن التكنولوجيات الحديثة سلاحا قويا تدعم به موهبتها في الكتابة و تشق به طريقها في الساحة الثقافية، غير أن حاجتها إلى أن تسلط عليها الأضواء لا تقل عن حاجتها لمن يكفلها أدبيا و لغويا و يأخذ بيدها إلى المسار الصحيح.
هنا لا بد من القول أنه على المبدعين المخضرمين أن يقوموا بدورهم في تقاسم خبراتهم مع الجيل القادم من الكتاب واحتضان مواهبهم الفتية وتوجيهها ومساعدتهم على العبور إلى عالم الشهرة بالطريقة الأسلم والأصح.