إن ما جاء في كلمة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي نائب وزير الدفاع الوطني، الفريق أحمد ڤايد صالح من الناحية العسكرية (2) و التي تعهد فيها بعدم تزكية الجيش لأي مترشح للرئاسيات ، موقف جاء منسجما مع تصريحات سابقة للفريق قايد صالح و التي قال فيها إن قيادة الجيش ليست لديها طموحات سياسية ، الشيء الذي يؤكد بما يدع مجالا للشك أن الاعتقاد بإمكانية تخلّي رئيس الأركان أو أحد قادة الجيش عن البزّة العسكرية ودخول معترك الرئاسيات ، على الطريقة المصرية ، سيناريو غير مطروح تماما ، كما أن الجيش لا يدعم أي مدني ، مما يعني باختصار أنه ليس لدى الجيش مرشح لا من داخل المؤسسة و لا من خارجها.
إن هذه الرسائل التي بعثت بها المؤسسة العسكرية تثبت أن اللعبة الانتخابية ستكون مفتوحة على مصراعيها و أن المرشح الذي يفرزه الصندوق و يختاره الشعب هو من يتربع على كرسي قصر المرادية و أنه على المترشحين تقديم برامجهم للشعب الجزائري و التنافس على الفوز بصوته و تزكيته ، لأن زمن مغازلة الجيش قد ولّى ؟ لأن هذا الأخير سيكتفي بمهامه الدستورية المتمثلة في تأمين الانتخابات لأنه زاهد في السياسة وأكبر همه اليوم هو انتخاب رئيس للجمهورية مما سيساعد المؤسسة على التفرّغ لمهامها الدفاعية والأمنية و خاصة ما يتعلق منها بحماية الحدود و سلامة البلاد والعباد وقد يكون هذا التفسير المحتمل لإلقاء الفريق لتصريحاته من النواحي العسكرية خلال زيارات العمل و التفتيش و التي تتخللها في الغالب تمارين أو مناورات عسكرية وهذا كله يبدو كرسالة أخرى من الجيش ، مفادها أن أولوية أولوياته في الوضع الراهن هو التصدي لكل التهديدات التي تتربص بالبلاد سواء كانت قادمة من البر، الجو أو البحر وكذا الحفاظ على أمن و استقرار البلاد و هذا بالرغم من أن الجانب السياسي يطغى على كل تصريحات رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي ، الفريق أحمد قايد صالح .