انه الاستثناء الذي أصبح القاعدة في أسواق الماشية في بلادنا ؟ ليست هناك أية معايير لتحديد سعر الأضاحي ؟ عينك هي ميزانك فقط و البائع يفرض السعر الذي يريد ؟ ليضطر الزبون لشراء أضحية لا يقل سعر الكيلوغرام الخام منها عن 2500 دينار في حين أن سعر الكيلوغرام من لحم الغنم الصافي يساوي 1500 دج ؟ يعني أن المستهلك هو من يدفع الفاتورة و هو متروك و شأنه في مواجهة كل أنواع الابتزاز و الاحتيال التي يمارسها بعض مضاربي أضاحي العيد الذين ألهبوا أسعارها ، مما صعّب على الناس أداء شعيرة من الشعائر العظيمة و واحدة من سنن الأنبياء التي يعظّمها و يتمسك بها الجزائريون و لا يفوّتون أدائها حتى و لو اقتضى الأمر اللجوء إلى الاقتراض أو التقسيط ؟ رغم أن ديننا لم يأمر بذلك بل يدعو الى اليسر و لكن يبدو أن أضحية العيد عندنا ليست شعيرة دينية فقط و لكن عادة اجتماعية راسخة ؟ و هي ثقافة لم ترافقها – للأسف - ثقافة التكافل و التراحم بل على العكس ، فبعض التجار المضاربين يرون فيها سانحة لملأ جيوبهم دون حسيب و لا رقيب لهذا تجدهم يحددون سعر الأضاحي على مزاجهم في ظل غياب تام لآليات المراقبة و الضبط ؟
حرية الأسعار لا تعني السعر على المزاج كما فهمها البعض بسبب غياب السلطات العمومية ؟ صحيح أن العرض و الطلب يلعبان دورا كبيرا و لكن هناك سقف لا يمكن أن يتجاوزه سعر اية سلعة كانت ؟ فهل من المعقول أن أضحية تزن على الأرجح 30 كلغ خام ،يبلغ سعرها 60.000 دج أي أن سعر الكلغ الواحد يناهز 2000 دج ، بينما نصف هذا المبلغ هو مرتب شهري للكثيرين ؟
الجانب الديني يلعب دورا كبير في ترسيخ ثقافة التكافل و التراحم في مثل هذه المواسم و الأعياد و لكن للأسف أغلب الأئمة و المشايخ تجدهم يدعون إلى إحياء هذه السنة و يسترسلون في وصف شكل و صفة أضحية نبينا محمد عليه الصلاة و السلام و يحثون الناس على أدائها و يدعونهم إلى الاقتداء برسولنا الكريم ، هذا شيء جميل و لكن لم نسمع بالمقابل من بين أئمتنا و مشايخنا من يدعو التجار إلى خفض أسعار الأضاحي لتمكين المسلمين من إحياء هذه السنة التي جعلها الله قربانا منه و و مناسبة لإدخال البهجة و السرور على الفقراء و المساكين ، لهذا كان حري بهم أن يخصصوا دروسهم و خطبهم إلى النهي عن منكر الابتزاز و الاحتيال الذي يمارسه بعض التجار و عن السرقة البواح التي يمارسها بعض السماسرة و المضاربين و لكن يجب على السلطات العمومية القيام بدورها و تقنين هذا القطاع لأن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ؟