عينك ميزانك ... ؟ !

أمين بلعمري
12 أوث 2019

انه الاستثناء الذي أصبح القاعدة في أسواق الماشية في بلادنا ؟ ليست هناك أية معايير لتحديد سعر الأضاحي ؟ عينك هي ميزانك فقط و البائع يفرض السعر الذي يريد ؟  ليضطر الزبون لشراء أضحية لا يقل سعر الكيلوغرام الخام منها عن 2500 دينار في حين أن سعر الكيلوغرام من لحم الغنم الصافي يساوي 1500 دج ؟ يعني أن المستهلك هو من يدفع الفاتورة و هو متروك و شأنه في مواجهة كل أنواع الابتزاز و الاحتيال التي يمارسها بعض مضاربي أضاحي العيد الذين ألهبوا أسعارها ، مما صعّب على الناس  أداء شعيرة من الشعائر العظيمة و واحدة من  سنن الأنبياء التي يعظّمها و يتمسك بها الجزائريون و لا يفوّتون  أدائها حتى و لو اقتضى الأمر اللجوء إلى الاقتراض أو التقسيط  ؟  رغم أن ديننا لم يأمر بذلك بل  يدعو الى اليسر و لكن يبدو أن أضحية العيد عندنا ليست شعيرة دينية فقط و لكن عادة اجتماعية راسخة ؟ و هي ثقافة لم ترافقها – للأسف -  ثقافة التكافل  و التراحم بل على العكس ، فبعض التجار المضاربين يرون فيها سانحة لملأ جيوبهم دون حسيب و لا رقيب لهذا تجدهم  يحددون سعر الأضاحي على مزاجهم في ظل غياب تام لآليات المراقبة و الضبط ؟

حرية الأسعار لا تعني السعر على المزاج كما فهمها البعض بسبب غياب السلطات العمومية ؟ صحيح أن العرض و الطلب يلعبان دورا كبيرا و لكن هناك سقف لا يمكن أن يتجاوزه سعر اية سلعة كانت ؟ فهل من المعقول أن أضحية تزن على الأرجح 30 كلغ خام ،يبلغ سعرها 60.000 دج  أي  أن سعر الكلغ الواحد يناهز 2000 دج ، بينما نصف هذا المبلغ هو مرتب  شهري للكثيرين ؟

الجانب الديني يلعب دورا كبير في ترسيخ ثقافة التكافل و التراحم في مثل هذه المواسم و الأعياد و لكن للأسف أغلب الأئمة و المشايخ تجدهم يدعون إلى إحياء هذه السنة و يسترسلون في وصف شكل و صفة أضحية  نبينا محمد عليه الصلاة و السلام و يحثون الناس على أدائها و يدعونهم إلى الاقتداء برسولنا الكريم ، هذا شيء جميل و لكن لم نسمع بالمقابل من بين أئمتنا  و مشايخنا من يدعو التجار إلى خفض أسعار الأضاحي لتمكين المسلمين من إحياء هذه السنة التي جعلها الله قربانا منه  و و مناسبة لإدخال البهجة و السرور على الفقراء و المساكين ، لهذا  كان حري بهم أن يخصصوا دروسهم و خطبهم إلى النهي عن منكر الابتزاز و الاحتيال الذي يمارسه بعض التجار و عن السرقة البواح التي يمارسها بعض السماسرة و المضاربين و لكن يجب على السلطات العمومية القيام بدورها و تقنين هذا القطاع لأن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ؟

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024