مسؤولية الحوار لا تتجزأ

جمال أوكيلي
04 أوث 2019

منعطف سياسي حاسم أقرته لجنة الوساطة والحوار بقيادة كريم يونس بالشروع فورا في إستقبال الوفود المدرجة في الرزنامة المعدة لهذا الغرض عقب أسبوع كامل من الأخذ والرد بخصوص تفاصيل آفاق نشاطها شكلا ومضمونا.
وإنطلاقا من هذا التعديل الطفيف والتصحيح الخفيف لمسارها فإن الأعضاء المشكلين لها سيكونون وجها لوجه مع ضيوفها قصد الإستماع إليهم وتدوين إنشغالاتهم المتعلقة بكيفية رؤية المرحلة القادمة على ضوء الإعداد للإنتخابات الرئاسية القادمة.
وبهذا تكون الجزائر قد قطعت شوطا فاصلا وملموسا للإنتقال إلى آفاق أخرى محل إهتمام قوي من قبل السلطات العمومية لوضع اللبنات الأولى للخروج من الوضع الراهن والعودة إلى التطبيع المؤسساتي، مرجعيتها كل تلك الآراء المنبثقة عن هذه الإتصالات مع الفاعلين في الميدان.
ما حدث خلال الأسبوع الماضي يدرج في حكم التاريخ وعلينا أن ننساه بكل ما حمله من الضغوطات والرفع من سقف المطالب عاليا بالعودة إلى الواقعية في الممارسة المعمول بها في هذا الإطار ونعني بذلك السعي المتين من أجل فرض الذات والكشف عن الكفاءة في إدارة مثل هذه الأحداث المعقدة في تسييرها وفق التوجه المأمول.
وسيتحول كل هذا الزخم إلى نجاح قد لا نتوقعه بحكم الأصداء الإيجابية القائمة على أكثر من صعيد والمساعدة النفسية التي يتلقاها هؤلاء في دعم مهمتهم الوطنية من أجل التقدم في هذا الحوار.
ومن الخطأ الفادح اليوم التحامل على اللجنة كونها ليست مسؤولة وحدها عما وقع مؤخرا وإنما هناك ما إصطلح على تسميته «الشخصيات الوطنية» التي وجهت لها الدعوة فبدلا من الإلتحاق وتلبية نداء الجزائر وإبداء جاهزية للعمل سقطت في مطب النقاش البيزنطي والفسفطة للأسف لم تتغير ثقافتها السياسية منذ الـ٧٠.
وما تزال تبحث عن المثالية الفاضلة هذا غير موجود يجب علينا العودة إلى الواقع والتعامل مع كل إكراهاته لا يمكن أن يأتي أحد إلى طاولة الحوار ليجد كل شيء حاضر أمامه عليه بذل المزيد من الجهد والتخندق مع الناس ولا ينظر إليهم من البرج العاجي.
إن القراءات الصادرة عن الرافضين للحوار لم تتوجه مباشرة للحديث عن هذا المسعى بقدر ما تناولت قضايا أخرى لا علاقة للحديث عن هذا المسعى بقدر ما تناولت قضايا أخرى لا علاقة لها بما تم دعوتهم إليه لماذا الإستشراف في حركية الجمعيات؟ لا يوجد أي خطر داهم مستقبلا وقد يخطئ من يعتقد ذلك كل ما في الأمر أن هناك تموجات ومنحنيات سقف المطالب يرفعها مناضلو الأحزاب، التيارات، النزعات، والراديكاليون، وبقايا الإيديولوجيات المتطرفة هؤلاء هم الذين يقودون الحراك كل جمعة دون أن يشعر بذلك المواطن البسيط رفقة عائلته يرفضون كل شيء ولا يريدون أي حل همهم هو إحداث الفراغ في البلد بإسم لافتات معدة من قبل بدقة متناهية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024