مونولوج أم حوار؟!

أمين بلعمري
02 أوث 2019

كم كنت أتمنى أن تكون أول خطوة تقوم بها لجنة الحوار مباشرة بعد استقبالها من طرف رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، هي فتح صفحة رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي للتعريف بنفسها وبمهامها للرأي العام ومن ثمة التفاعل المباشر مع الجميع، كما كنت أن تقوم عبرها ببث اجتماعاتها على المباشر لاطلاع الرأي العام ووضعه في صورة ما تقوم به من جهة واستقبال الآراء والاجتهادات والرد عليها من جهة أخرى وأتصور أن هذا التفاعل يمكن أن يضع قاطرة الحوار على السكة وعلى ضوء ذلك يمكن تحديد المحاور الرئيسية لهذا الحوار والأطراف المعنية به وغيرها من النقاط التي يمكنها أن تحدد وتؤطر هذا المسار حتى لا يبقى مجرد مصطلح فضفاض أوموضوع عام؟.
لا يختلف اثنان أن إلغاء انتخابات 04 جويلية كان بسبب غياب ضمانات الشفافية والنزاهة في هذا الموعد الانتخابي لهذا أعلن الجميع مقاطعته والشعارات التي كان يرفعها المتظاهرون كل جمعة كانت أكبر مؤشر على أنها كانت ستكون انتخابات بدون ناخبين ؟ لهذا أتصور أن الرهان الأكبر لهذا الحوار الوطني المأمول هوالوصول الى إقناع الهيئة الناخبة بالذهاب إلى الصندوق وهذا لا يتم عن طريق والخطابات والشعارات ولكن عبر إجراءات عملية جدية يمكنها أن تعيد للجزائريين الثقة في جدوى الانتخابات وأنها سبيل التغيير الذي يطالبون به منذ 5 أشهر من الحراك، ماعدا ذلك فسيكون هذا الحوار مجرد مسار دون جدوى ومضيعة للوقت والجهد، لهذا أتصور ومن باب الاستغلال الأمثل لهذا الوقت، أن دور لجنة الحوار ليس توجيه دعوات لأعضاء جدد من أجل الانضمام إليها وما يرافق ذلك من تخوين، طعن أوتحفظ على تلك الشخصيات وغيرها وما يشكل ذلك من تشويش على اللجنة وعملها؟ بينما كان من الأجدر أن تكون البداية بتوجيه دعوات إلى مختلف الأطراف للجلوس إلى الطاولة، على اعتبار أن المهمة الرئيسية لهذه اللجنة هي لعب دور دور المسهّل لهذا الحوار؟.
 أعتقد أن منطق «من حقي عضوية اللجنة» الذي بدا واضحا من خلال العدد الهائل لمن عبروا عن رغبتهم في الانضمام إليها تلميحا أوتصريحا وتبرير ذلك بشرعيات مختلفة، أعتقد أننا سنجد أنفسنا بصدد «مونولوج» وليس حوار؟! .

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024