لعبة مزدوجة .. ؟ !

أمين بلعمري
12 جويلية 2019

يتأكد يوما بعد يوم أن التدخلات الأجنبية في ليبيا ليست مجرد تخمينات و لا فرضيات تمليها فرط هيستيريا الإيمان بنظرية «المؤامرة»  و لكن حقيقة ملموسة مفادها أن ليبيا  تحوّلت إلى حلبة لصراعات مصالح قوى أجنبية على حساب  مصلحة و مصير الشعب الليبي المؤجلان إلى إشعار آخر ؟ و هذا ما  يفسر أن  الليبيين لم يروا بعد النور على الجهة المقابلة من النفق بعد 08 سنوات عجاف من الإطاحة بمعمر القذافي ؟ أكثر من ذلك يبدو أنه حتى  الحل لم يعد بين أيديهم لأن شذّاذ الآفاق استولوا على إرادة هذا الشعب بعدما أوهموه بأنهم سيقفون معه من أجل بناء دولة الديمقراطية و الحريات بمجرد تخليصه من طغيان العقيد ؟ و لكن الذي حصل هو أن التدخل الفرنسي الأطلسي انتزع  ليبيا من بين يدي العقيد و نظامه و سلّمها إلى الفراغ و الفوضى ثم نفضوا ايديهم و تركوا هذا الشعب يواجه مصيره لوحده.
كل الدول المتورطة في المشهد الليبي إلى العنق تدعي أنها تبحث عن مصلحة هذا الشعب و تؤيده في اختيار مستقبله بكل سيادة ، و تدعي أنها لا تتدخل في المشهد لا من قريب و لا من بعيد ، غير أن الوقائع و الحقائق لثبت العكس و تكذّب الخطابات الرسمية و لعل اكتشاف صواريخ فرنسية في منطقة غريان الليبية يثبت أن باريس تلعب على الحبلين ، فمن جهة تقول إنها تدعم المسار الأممي و الحل السياسي في ليبيا و من جهة أخرى ترسل الأسلحة إلى الليبيين ليقتتلوا فيما بينهم بأسلحتها ؟ و لم يقتصر التورط الفرنسي في ليبيا على التزويد بالأسلحة فقط و لكن بتواجد عسكريين فرنسيين يشتغلون داخل الأراضي الليبية ، ففي سنة 2016 و بينما كانت فرنسا الرسمية تنفي جملة و تفصيلا وجود عسكري فرنسي واحد على الأراضي الليبية ، فضحت حادثة إسقاط مروحية ببنغازي كان على متنها ضباط فرنسيين كذب الرواية الرسمية الفرنسية ؟
يبدو أن باريس لم تترك لنفسها أي مصداقية تسمح لها بالمساهمة في حلحلة الأزمة الليبية  و أن ما تقوم به يندرج ضمن صراع محتدم بين قوى متضاربة على اقتسام  على الطورطة الليبية ، صراع  لم يفتأ أن خرج إلى العلن بعد التراشق بين روما و باريس بوابل من التهم ؟.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024