تواصل العدالة حربها على الفساد دون هوادة، تلج كل القطاعات العمومية والخاصة، والسيادية منها، يقف الجميع أمامها سواسية دون تفضيل ولا تمييز، يتساوى الرئيس والمرؤوس، ولا فرق بينهم في التعامل أو أثناء الاستجواب، يظل دليل الإدانة سيف الحجاج تقطع به رقاب من ثبت تورطهم في إهدار المال العام، ورغم ثقل الملفات المنجزة من طرف الضبطية القضائية المقدمة في حق هؤلاء، فإن التهم تدين أصحابها، بل وتضعهم على المحك ولا تسقط بالتقادم.
يعتبر شهر جويلية عند الجزائريين مقدسا لما له من نفحات تتعلق بالاستقلال والانعتاق والحرية فكانت الضريبة قوافل من الشهداء، غيرت مجرى التاريخ، وأيقظت الضمير الجماعي للأمة الجزائرية، وظلت فرنسا الاستعمارية حبيسة ذلك الخسران المبين الذي منيت به في أوج قوتها العسكرية، ولم تستطع المواجهة حاملة أذيال خيبتها، تاركة خلفها أذنابها وأبناءها، يرافعون عنها في الغياب، وإلا كيف تفسر دعوة بعض هؤلاء المرتزقة أمهم فرنسا لتخليصهم من الجيش الوطني الشعبي، بعدما طردها أبطال جيش التحرير بالأمس؟
التضييق على الفرنسية، سيعمق الفارق والخناق على الفرانكفونية من بوابة الجزائر، تجاه افريقيا بصفة عامة، خاصة إذا تحقق حلم تحرر الإدارة من هذه التبعات، وعبر قطاعات علمية واقتصادية أخرى، ففي دواليب الإدارة تختفي سمات المستعمر الجديد، لذلك لا غرابة أن يخرج إلينا من أقصى المدينة صوت، يرافع للغة «فافا» الاستعمارية، مدعيا أنها لغة العلم والبحث العلمي، وفي الحقيقة أنها لا تتعدى جدران الافرنج.
حكمة اليوم
«ما أصعب أن تعيش فى وطن لا يحسن أن يدرك من أنت؟ هل أنت أبنه؟أم أنك عدوه؟».