رمضان الجزائر هذه السنة متميز عن سابقيه بسبب ما تعيشه البلاد من حراك سلمي وغليان سياسي واجتماعي وثقافي. لقد عصفت رياح التغيير ومعها تزايد اهتمام المثقفين بأحوال الوطن، بين مؤيد ومنتقد وراكب للموجة. متتبعون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أوبلاطوهات القنوات الفضائية، وحتى على صفحات الجرائد. كل يدلي برأيه، يناقش ويحلل، كل بحسب قناعاته وميولاته السياسية، ليصبح الحراك هومحور إبداعاتهم الأدبية والفنية. فقد تبنى العديد من المضربين إنجازات الشارع الجزائري من شعارات وأهازيج وأغاني مطالبة بالتغيير وانصب الكثير من الكتاب والشعراء على وقائع الحراك ينهلون منها مادة دسمة لدواوين وروايات وقصص، يريدون منها التأريخ للأحداث، وترك بصمتهم فيها.
بين رمضان الذي يأتي للكثير بفرصة العام للالتقاء مع جمهورهم من خلال اللقاءات الثقافية والأدبية والفنية والحراك الذي قدم لهم مناسبة للظهور والتعبير علنا عن الرأي واقتراح بدائل لأحوال البلاد والعباد، تعيش النخبة أوضاع استثنائية وتكرس جهودا كبيرة من اجل المشاركة في المشهد والظهور.
هذا رمضان انقلبت الآية وأصبح المثقف يستلهم كلمات رواياته وأغانيه وتعابير لوحاته الفنية من أحداث الشارع، عوض أن يكون هوالمحرك للجماهير والصانع للرأي، محاولا مواكبة الحدث الكبير الذي يعيشه الوطن ويصنعه الشعب الذي قرر انه قد حان وقت التغيير من أجل غد أفضل وأحلى.