يعدّ التحكم بشكل منطقي في برنامج البطولة من أهم أسباب نجاحها، والوصول إلى هدف رفع مستوى أداء اللاعبين والفرق على حد سواء.. لكن كثرة المنافسات قد تؤثر على الأندية التي تصبح «تسابق الزمن» لإجراء المقابلات في ظروف فنية غالبا ما تكون غير مواتية.
الاتحادية الجزائرية لكرة القدم قرّرت إلزام الأندية المعنية بتمثيل الكرة الجزائرية خارجيا بالمشاركة في منافسة دولية واحدة لتفادي «بعثرة أوراقها» في مراحل مهمة من المنافسة الوطنية، حيث أن بطل هذا الموسم والمتوّج بكأس الجمهورية وكذا صاحبا المركزين الثاني والثالث للبطولة سيلعبون منافسة دولية واحدة لتجنب كثرة المقابلات المؤجلة محليا.
فالقرار سوف يريح كل المعنيين لسير الأمور بشكل يعطي للمنافسة الوطنية كل النقاط التي تسمح لها بالارتقاء إلى مستوى أفضل من خلال تحديد مواعيد الجولات دون مقابلات مؤجلة بصفة متكرّرة.
وقد لاحظ الجميع، أن الأندية التي شاركت في منافستين دوليتين في الموسم الحالي كانت «مرغمة» على لعب مقابلات البطولة في «وقت قياسي»، الأمر الذي أثّر على مردود اللاعبين وضيعت هذه الفرق الكثير من بريقها ولم تستطع كسب أي من الألقاب التي كانت «تجري» وراءها.
فكرة القدم الحديثة تسير وفق معايير علمية تخصّ «وقت المنافسة» و»مرحلة الاسترجاع» وقدرة اللاعبين على مسايرة النسق.. كل هذه الأمور تدخل في حسابات المدربين الذين يضطرون في «أوقات الذروة» من خلال كثافة البرمجة إلى حلول بعيدة عن هذه المعطيات العلمية.. والنتيجة تقترب من الفشل أكثر من النجاح.
ولذلك، فإن قرار المشاركة في منافسة واحدة هو بمثابة الحل الأمثل للمنافسة الوطنية من جهة، ومن جهة أخرى يعطي للأندية تركيزا أفضل على المنافسة الدولية على ضوء نتائج تحاليل المختصين حول «الرزنامة الماراطونية» التي عرفتها بعض الأندية.
كما أن إجراء الفاف سوف يسمح لأندية أخرى في الترتيب العام للبطولة خوض غمار منافسة دولية، الأمر الذي يزيد من التنافس في الرابطة المحترفة الأولى ولا يقتصر الهدف على احتلال أحدى المراتب الثلاث الأولى فقط..