لا شك أن الهدف من إنشاء منصة الكترونية لأي جريدة كانت هو مواكبة التطورات الحاصلة و دعم المنصة الورقية في انتظار استكمال “الانتقال الصحفي” فالصحافة لا تشذ عن هذه الحركية شأنها شأن كل المجالات الأخرى و لا داعي للتذكير بأنها حتمية لا يمكن تجاوزها ؟ بل إن الكثير من الصحف العريقة بادرت عن ثوبها الورقي لصالح الطبعة الالكترونية حتى تحجز لها مكانا في فضاء سمته السرعة و التدفق الهائل للمعلومة لم يعد العقل البشري قادرا على الاستيعاب؟ انه زمن الرقمنة الذي يحتاج إلى التفاعل الآني عبر مواقع التوصل الاجتماعي و عبر العالم كله فالبعدين المحلي و الوطني لم يعد لهما معنى حيث يمكنك اليوم و بضغطة زر واحدة على حاسوبك أو هاتفك النقال قراءة أي جريدة أو نشرية في أي نقطة من هذا العالم الفسيح و هذا بالاضافة الى امكانية التفاعل الآني.
إن عولمة الصحافة ألغت زمن الأبعاد الوطنية ، الجهوية و المحلية فكل صحيفة تصدر تصبح بالضرورة عالمية بمجرد تسجيل حضورها في العالم الرقمي مما جعل من الصعب الحفاظ على هوية وشخصية الجريدة و الطريقة الوحيدة لذلك هي الحفاظ على الخط الافتتاحي المتوارث مع إدخال تعديلات تمليها بل تفرضها ضرورات الرقمنة و بهذه الطريقة فقط تستطيع أي وسيلة إعلامية صنع التميّز في زمن النمططة و التطابق.
جريدة الشعب من ضمن الصحف العتيدة التي اقتحمت عالم التكنولوجيا ولكن مع تحرص في الوقت نفسه على عدم الذوبان و في هذا الصدد تسعى من أجل الحفاظ على خطها الافتتاحي الثابت على مدار 56 سنة كأولوية ليس من باب الخوف من المستقبل و لكن اجتناب القفز في المجهول .
الانتقال الصحفي في جريدة الشعب ليس مجرد مشروع و لا شعارا أجوف
ولكن مسار مدروس فالندوات والنقاشات التي يحتضنها منتدى الشعب أو فضاء “ضيف الشعب” تبث على المباشر عبر الصحفة الرسمية للجريدة على فايسبوك و هي خطوة شكلّت محكا حقيقيا للتفاعل بين الجريدة و بين قرائها لتؤكد أنه و كما أن خطها الافتتاحي لم يتغير فان الاولوية لم تتغير كذلك و هي خدمة قرائها أينما كانوا.
الخط الافتتاحي في زمن عولمة الإعلام ..
أمين بلعمري
10
ديسمبر
2018
شوهد:357 مرة