لبنان في الاتجاه الصحيح

جمال أوكيلي
27 نوفمبر 2018

يسير الرئيس اللبناني ميشال عون ملف تشكيل الحكومة بحكمة وتعقل، بعيدا عن تلك التشنجات السياسية الناجمة عن تداعياتها المؤسساتية على أكثر من صعيد مستغلا نظرته البعيدة القائمة على قراءة دقيقة لكل التجارب السابقة في هذا الشأن زيادة على التفهم الذي لمسه من قبل الطبقة السياسية المعنية بالدرجة الأولى بهذا الجهاز التنفيذي.
ويعتمد عون هنا على قاعدة «الشغل المليح يطوّل»، كما اعتدنا على قوله في الجزائر، بمعنى التحلي  بالنظرة الاستشرافية تجاه مطلب حساس بالنسبة للبلد وفق ضوابط عمل صارمة لاتنازل عنها لصالح الآخر منحه إياه الدستور وهذاما يحدث حاليا في حل عقدة السنة المستقلين الذي يشدد حزب الله على توزيرهم وعددهم لا يتجاوز الـ٦ فيصل كرامي ورفقاؤه.
وكان الرئيس اللبناين على أهبة الاستعداد لاعلان قائمة أعضاء الحكومة، وتوقيع مراسيم التعيين عندما تفاجأ بطرح عقبة السنة المستقلين من طرف حزب الله مما أعاد الوضع الى نقطة الصفر او الى مربع الانطلاق بعدما تم حل إشكال « القوات» و» التقدمي الاشتراكي» حيال تولي حقائب سيادية» معينة مفضلين عدم عرقلة هذا المسعى حفاظا على مصلحة لبنان.
وتبحث حاليا كافة الصيغ لإدماجهم بطريقة أو بأخرى في تشكيلة الحريري الرافض ان يكون هناك سنة خارج تيار المستقبل اوفريق ١٤ وآذار الذي يرى بأنه اولى بهم وليس جهات أخرى هذا ماجعله يطلق العنان لتصريحات غاضبة هدد فيها بالمغادرة أو كما قال « شوفو غيري».
حزب الله لايفكر ذلك التفكير التقني حقائب ماحقائب وغيرها كماهو الأمر لسعد وانما حساباته سياسية محضة مصحوبة برد الجميل لكل أولئك الذين وقفوا معه في الظروف الصعوبة ودافعوا عنه عندما كان وحيدا يقاوم أكثر من جبهة لايترك حلفاؤه تائهين في الطبيعة وعرضة لكل الممارسات والضغوط التي تلاحقهم في المشهد اللبناني جراء مواقفهم المعروفة وانما أراد ادماجهم وتقريبهم من صناعة مصير البلد.
ليس فقط هذا وانما امتدادات طلب حزب الله هواحداث المزيد من الاحراج للحريري حتى لا ينفرد بالقرارولا يعتقد بأن السنة من احتكار « المستقبل» وأنصاره الآخرين كل هذه الخلفيات فهمها سعد فهما كاملا وهوفي انتظار ما يصدر عن عون في هذا الشأن الذي يجري اتصالات مكثفة مع حزب الله لايجاد الحل الوسط قد يلجأ الى صيغة وزراء بدون حقيبة.
واستنادا الى تصريحات عون، فان هناك أفقا واعدة في غضون هذه الأيام بخصوص الحكومة وقد أكد بأنه لن يدخر جهدا لايجاد الحلول لـ» التعقيدات» الحالية، شريطة التحلي بالشجاعة والصبر معتبرا بأن التأخير والانتظارخسارة من عمر الوطن والأفراد وهذا في حد ذاته التزام ثابت على المضي في هذا الاتجاه لخلاص البلد من هذه التعطيلات.
والهدوء السياسي الذي يشهده لبنان يترجم روح المسؤولية لدى شخصيات مؤثرة على المشهد كنصرالله، جنبلاط،  سعد الحريري، أرسلان، ولا يستبعد أبدا لقاءات ثنائية بين هؤلاء والأمين العام لحزب الله في الأيام القادمة، من أجل تفاهمات أولية بخصوص المرحلة المقبلة هذاماتوحي به كل الدلائل السياسية والاعلامية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024