تختتم غدا رسميا المراجعة السّنوية للقوائم الانتخابية العادية التي تفتتح عند حلول شهر أكتوبر وإلى غاية نهايته استعدادا لأي موعد انتخابي مدرج في الرّزنامة المعمول بها سواء الرّئاسيات، التّشريعيّات أو المحليّات تسمح لكل من بلغ السن ١٨ أو «المتخلّفين» تسجيل أنفسهم خلال هذه الآجال المحدّدة، وفي حالة استحالة ذلك هناك فترة استثنائية تكون خلال الإعلان عن التّاريخ الخاص بالانتخابات لا تتجاوز ١٥ يوما.
المؤشّرات الأولية تبرز التّوافد المقبول على المكاتب المخصّصة لتسجيل المواطنين فاقت أحيانا توقّعات مسؤولي هذه المصالح، الذين اعتادوا على الإقبال المتواضع وهذا لعدّة اعتبارات حيوية أهمّها غياب استراتيجية اتّصال فعّالة في هذا الإطار، وهذا ما وقف عليه رؤساء البلديات الذين اعتبروا بأنّ هناك خللا في هذا المسعى يتكرّر في كل سنة وما هو معمول به لا يفي بالغرض المطلوب، نظرا لعدم قدرة مضمون رسالة الإعلانات التّأثير في الملتقى بدعوته إلى الإسراع في الالتحاق بمكتب التّسجيل.
هذا النّقص في الاتّصال أثّر كثيرا في تواصل المواطن مع بلديته، حتى وإن كان مسؤولا عن أفعاله تجاه ما يعرف بالمواطنة والحس المدني، غير أنّ الجهات المعنيّة مطلوب منها أن تتحلّى بالإبداع في هذا المجال، والمقصود هنا هو الاجتهاد أكثر في التّأثير على الآخر في عناصر الصّورة المستعملة، والنص الخاص الذي لا يتناول الجانب التّقني فقط أي الحديث عن شهادة الإقامة وصورة طبق الأصل لبطاقة التّعريف فقط.
مثل هذا الخطاب لا يؤثّر أبدا في الشاب أو فئة عمرية أخرى لأنّه لا يشرح له مغزى العملية بأبعادها المعروفة، لا نضفي عليها الطّابع الجاف الذي ينفّر الناس، ومثل هذا العمل لا يتطلّب عبقرية بل تفكيرا بسيطا جدّا يعتمد على القدرة في التّأثير على الآخر.
لا يمكن لأحد أن يقصد بلديته للتّسجيل بدون أن تكون هناك جهة تتكفّل بما يعرف بالتّحسيس، وتجربة تيارت جدير التّذكير بها نظرا لثرائها في نتائجها، عندما اعتمدت على شابة في إطار ما قبل التّشغيل تنتقل إلى الأماكن التي تراها مناسبة قصد تسجيل المزيد من الشباب وغيرهم، وقد حقّقت نتائج معتبرة في فترة وجيزة جدّا.
