صناع التاريخ ضحايا الجغرافيا وحديث عن “جمبري بيجار”

24 أكتوير 2018

- لا تزال مهنة المتاعب تصنع حضورها الميداني ، في ظل نقائص قائمة ، تتخبط فيها الصحافة الورقية رغم التحفيز الممنوح لها بتذليل العقبات ودعمها ماديا ومعنويا... بل هو الحرص نفسه الذي يوليه رئيس الجمهورية لها قصد تطوير الاعلام الوطني الاحترافي والحر ، وقد جاء الدستور ليعزز حرية الاعلام وحق الوسائل في الوصول الى المعلومة ، وجعل مهنة المتاعب تحت حماية سلطان القانون ، الذي يحمي بطبيعة الحال جميع الحريات ويفرض من جهة اخرى احترام كل الواجبات.
ان دور الوسائل هو تقديم الخدمة العمومية في شكلها المهني الاحترافي ، دون استعمالها للتجريح او السب او كشف عورات الناس ، فالأمر يعتبر اعتداء سافر على الحريات الشخصية وتعدي على اخلاقيات المهنة.
- قوارب الحرقة تسرق افراحنا عنوة كلما طلع فجر جديد حمل إلينا حكايات شباب  غامروا في رحلة موت مجهولة العواقب  ،تختلف فصولها ومآسيها ، صرخات وصيحات يقول  اصحابها “كرهنا من البروسيات والحباس” “شباب لم يجد من مرفقا يأوي إليه ولا سندا يهون من روعه..فلجأ إلى المخدرات والمهلوسات لينسى العقبات والأبواب الموصدة في وجهه، فإذا كانت الحرقة حكرا على فئة معينة ، فإنها اليوم تحمل اصنافا مختلفة من طبقات عليا ودنيا وسط قوارب الموت كانت رحلة اخرى خارج المألوف،  فمنذ ايام قلائل شهدت رحلة جوية قادمة من فرنسا ترحيل شابا جزائريا مقيد القدمين مكبل اليدين مكمم الفاه ، يتوسط رجلا امن فرنسيين في مشهد هوليودي فضيع تابع فصوله ركاب الطائرة وهو يقول : “دعوني اموت في السجن لا أريد العودة “..اتوقف هنا ولكم ان ترسموا بقية المشهد.
- ودعنا أول أمس المجاهد احمد قادة الى دار البقاء وهو احد الخارجين عن القانون او كما وصفتهم الادارة الاستعمارية ، رجل من بين سبعة فجروا ثورة أول نوفمبر بقي في الظل وعاش كما الشرفاء ورحل كما الأنبياء والرسل...عمي احمد احد صانعي ملحمة التحرير في جعبته مكتبة متنقلة لم نعطها حقها ولا نذكرها إلا مناسباتيا.. في المقابل مازال أبناء وأحفاد “فافا المجرمة” يدافعون عن كلابهم المسعورة ، فإن كان الفضاء لا يسمح بالرد على مرتزقة التاريخ ، دعوني أعرج على طريقة تفنن فيها هؤلاء لوأد إخوتنا وآبائنا احياء في اعماق البحار ، وسيلة تعذيب لم تقم بها النازية في “حكومة فيشي “ وكانت تسمى جمبري بيجار دفعت العاصمة لوحدها الاف الشهداء ، اعلم انكم تنتظرون توضيحا اكثر عنها ، لكنني ملزم بالتوقف واترككم للبحث عن ماهية هذه الطريقة الجهنمية.
- تحولت حادثة “الكادنة “ والأبواب الموصدة في وجه سيد الغرفة السفلى إلى “سياسة الامر الواقع “ولم ينجو بوحجة بحججه الذي انتظرها من المرادية ولا انتفع بحجته حين اللجوء إلى مجلس بن عكنون قصد انصافه من قضية “آلافك السياسي “ التي نسجت خيوطها وهو لا يدري ، اختلط الامر علينا جملة وتفصيلا في سابقة لم تحدث تاريخيا ولم ينتبه لها فقهاء الدستور ولا جهابذة القانون،فتوزع دمه على الموالاة ولم يكن من الناجين ، وكان المشهد اشبه بسفينة نوح حين نادى ابنه اركب معنا ورفض ذلك وكان من الغارقين.
- وافد جديد الى قصر زيغود يوسف امتطى ظهر البراق وعرج الى قبة البرلمان منقذا الفراغ النيابي وتعويض الشغور الموجود ، فكان معاذ بوشارب رجل اجماع الموالاة ، وسيدا وحصورا عن شهوات السياسة وتوابعها ، فلا غرر في ذلك والشاب جاء من اقصى عين ولمان يسعى من اسرة مجاهدة ، عمه الجنرال المتقاعد عبد السلام بوشارب الشاعر والمصلح.
- مسلسل الكاتب والإعلامي خاشقجي اختتمت فصوله بتقديم العزاء الملكي لعائلته وكشف خيوط الجريمة ازاح الكثير من اللبس وعوض ان تشبه حادثة “سقيفة بن ساعدة “ كانت جريمة ابالسة ، وهنا تحضرني حادثة الممثل الليبي “علي سالم قدارة” الذي قام بدور “الحبشي” في فيلم الرسالة ، وقتل حمزة حيث تعرض إلى الطرد من البيت بعدما شاهدت والدته جريمة ابنها سينمائيا ولم يستطع العودة إلى منزله ، إلا بعد تدخل عشائر ليبية وأئمة للتوسط له بذلك وأخذ السماح من أمه.
ولكم فصول المقارنة بين مشهدين أحدهما تمثيلي والأخر حقيقي وفضيع.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024