ذكرى.. وإنجازات

فنيدس بن بلة
08 أكتوير 2018

إنها مكاسب حققتها الدبلوماسية الجزائرية طيلة 56 سنة مضت منتزعة اعتراف دول المعمورة محترمة لها، متقربة منها لأخذ التجربة مرجعية لها في تسوية النزاعات في عالم صراعاته حبلى بالتعقيدات والقضايا الساخنة التي لا تقبل المزيد من التأجج والصراع.
هذا ما توقفت عنده «الشعب» في احتفالية يوم الدبلوماسية بالمركز الدولي للمؤتمرات، اتخذت محطة مفصلية لتقييم إنجازات في ذكرى تحمل الدلائل والمعاني الكثيرة الجديرة برصدها دون تركها تمر مرور الكرام.
هذا ما اتضح من خلال المتدخلين الذي أعادوا إلى الأذهان صورة مشرقة للدبلوماسية الجزائرية التي كانت بحق الوجه الآخر للكفاح المسلح وظلت وفية لمبدئها المقدس، مساندة حركات التحرر في أي بقعة من الكرة الأرضية وعرض وساطتها كلما توفرت الفرص وطلب منها هذا الأمر والتاريخ القريب والبعيد الشاهد الحي.
من هذه الزاوية تحدث عبد القادر مساهل وهو يحصي مكاسب الدبلوماسية الجزائرية في يومها الوطني معيدا الحضور إلى بداية الانطلاق من منهاتن، حين انخرطت الجزائر في المجموعة الدولية وانضمت إلى الأمم المتحدة حاملة معها قيم التحرر، مرافعة بلا توقف لنظام دولي أكثر عدلا واستقامة بعيدا عن مقررات يالطا، بوتسدام وسان فرانسيسكو.
تحدث مساهل وهو يجول بالحضور عبر العالم، مبرزا ملحمة الدبلوماسية الجزائرية التي صارت مضرب المثل في مسعى السلام، التحرر وعلاج التعقيدات بالتي هي أحسن بعيدا عن المغالاة والتطرف وأصوات البنادق والدبابات والصواريخ الفتاكة، متوقفا عن محطات تاريخية عرفها مقر الأمم المتحدة، منها طرد نظام الأبارتايد والاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني واعتبار الصهيونية حركة عنصرية تُقاوَم بأقصى نضال وأكثره شراسة لتعميم السلام في بلد السلام: فلسطين.
إنها قيم مقدسة تحملها الدبلوماسية الجزائرية في كل مكان مقارعة الواقع الثابت والمتغير جاعلة من كل محطة حسم وفصل قوة انطلاق نحو مكاسب أخرى وجبهات اخرى. وبهذه القيم غير القابلة للمساس أدارت الدبلوماسية الجزائرية مشكل اختطاف الرهائن الأمريكيين في طهران، وقبلها إمضاء اتفاق صلح بين إيران والعراق، وعالجت النزاع الإثيوبي - الاريتري، وفككت ألغاما بدول الجوار مرافعة للسلام الآن وليس غد.
والأمثلة يقدمها اتفاق السلام بمالي، وجهود التسوية السياسية في ليبيا الواحدة الموحدة.
بهذه الإنجازات التي أعيد التذكير بها أمس في يوم الدبلوماسية، يثبت بالملموس كيف أن صوت الجزائر الذي دوّى في حرب التحرير وهز دهاليز الأمم المتحدة ومؤتمر باندونع وأكرا، بات محترما ومقدرا الى حد القداسة. بل صار هذا الصوت مثلما كان أيام زمان مطلوبا ويلجأ إليه وقت الشدائد للوساطة وإدارة تعقيدات أزمات من اجل أن يعم السلام وترفرف رايته عالية.
من حوار الحضارات والثقافات، مرورا بالمصالحة، إلى العيش معا في سلام، مسار واحد وطريق واحد عبّدته الدبلوماسية الجزائرية التي كان ولازال أحد صانعيها ومحركها في كل الأوقات، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024