الكنز الضائع

بقلم: حبيبة غريب
07 أكتوير 2018

هي الجزائر، بمعالمها الطبيعية المتنوعة الغناء وكنوزها الأثرية وتاريخ الحضارات المتعاقبة على أراضها وآثار تواجد الإنسان والحياة بها منذ أقدم البدايات وكذا موروثها الثقافي اللامادي المتوارث  بالذاكرة الشفهية، وبطولات شعبها وبسالته من أجل البقاء والعيش بسيادة وحرية وكرامة...
 هي الجزائر التي تعاني من مفارقات عجيبة وغريبة، وهي الغنية ـ الفقيرة ـ الغنية بكل الكنوز الطبيعية والحضارية والتاريخية والثقافية التي تمتلكها، والفقيرة  بسبب عدم التمكن من استغلال هذه الخيرات على أتم وجه والاستفادة منها كاقتصاد سياحي وتاريخي وثقافي، على غرار دول الجوار والدول الأخرى.
 وبالرغم من وجود ترسانة من القوانين التشريعية، التي تكفل حماية التراث المادي واللامادي الجزائري  وتنوه بضرورة تثمينه وتفعيل كل ألآليات اللازمة، لاستغلاله، إلا أنه يبقى الحديث عنه أو استغلال البعض منه مجرد تجارب يتيمة تموت في المهد وغالبا على الورق، تفرضها المناسباتية وترهنها في درج النسيان بعض الدهنيات السلبية المتحجرة.   
إن غياب ثقافة السياحة التراثية والدينية والتاريخية والثقافية والثورية، وانعدام مشاريع اقتصادية تندرج في إطار الديمومة والنجاعة وتعتمد خارطة طريق ممنهجة ومدروسة واستشراف منطقي ودراسة عرض وطلب ذكية تراعي ما قد   يستهوي السائح الأجنبي والمحلي على السواء، هي من أسباب التأخير والعقبات التي تحول دون الاستفادة من التراث المادي واللامادي اقتصاديا، دون أن ننسى طبعا غياب الإرادة  السياسية والإدارية وفتور الوعي الوطني لدى الكثير من الفاعلين من مسؤولين ومجتمع مدني ورجال أعمال ومواطنين، لتبقى المعضلة الكبرى تداخل المسؤوليات في تسيير التراث المادي واللامادي بين وزارات  الثقافة والسياحة والجماعات المحلية، وإلى حين توضع إستراتيجية فعالة وتطبق ميدانيا ينطبق على هذا الحال الذي تلبسه الكثير من المفارقات المثل الشعبي القائل:  
«جزار ويتعشى باللفت»، في حين يبقى تراثنا المادي واللامادي كنزا يلبسه غبار الزمن وتطمسه غياب ثقافة الاستثمار في الثقافة والحضارة والتاريخ.    

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024