تعتبر السباحة من الرياضات الكاملة باعتبارها تنشط كل أعضاء جسم الإنسان و لم يكن من العبث أن الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام أوصى الأولياء في أحد أحاديثة الشريفة بتعليم أبنائهم السباحة، مما يثبت أن السباحة هي أم كل الرياضات لما تمنحه للجسم من قوة و نمو متناسق بالإضافة إلى الصحة الذهنية والعقلية ولكن شأنها شأن كل الرياضات الأخرى تحتاج السباحة إلى منشآت وهياكل تمارس فيها هذه الرياضة ولكن تسجل الجزائر – للأسف- نقصا كبيرا في المسابح مما حرم الكثيرين من ممارستها سواء من باب الهواية والترفيه أو من باب المنافسة والتطلع إلى الاحترافية ولعل النتائج المتواضعة التي تتحصل عليها الجزائر في المنافسات القارية والدولية يرده الكثيرون إلى نقص الإمكانيات علما أن السباحين من صنف النخبة يتم اكتشافهم في المدارس أو في المسابح الجوارية ليتم بعد ذلك استثمارهم في تكوين فريق وطني محترف يمكنه المشاركة في المنافسات في هذا النوع من المنافسات ويمكنهم صنع الفارق فيها و لكن - للأسف- لازالت المسابح في بلادنا تعتبر من الكماليات ؟ بينما كان من المفروض أن يتواجد بكل بلدية مسبح اولمبي أو شبه اولمبي مع توفير الكادر البشري الذي يضطلع بالتكوين، الصيانة والمتابعة ...الخ و بهذا لا يجد من إحدى الولايات الداخلية أو الجنوبية نفسه مضطر الى التنقل إلى العاصمة أو أي مدينة ساحلية أخرى من أجل السباحة والترفيه في فصل الصيف أو في غيره ، في حين أن إنشاء مسبح بلدي يغنيه عناء التنقل لآلاف الكيلومترات و هذا المسبح البلدي سيكون له وظيفة أكبر من التسلية والترفيه حيث انه سيضاعف حظوظ النوادي والمنتخب الوطني للسباحة في الحصول على سباحين لأن تلك المسابح ستكون بمثابة مشاتل لهذه الفرق حتى لا يصبح مصير وسمعة الجزائر مربوطين بقرار سباح وحيد؟.
نتكلم اليوم عن السباحة لأن المقام يملي ذلك ولكن هذا لا يعني أن الرياضات الأخرى هي أحسن حالا فهناك تخصصات رياضية أخرى تعاني نقص الهياكل، المنشآت والإمكانيات وهي بحاجة لأن تكون ضمن أولويات القائمين على الرياضة فكم نحن بحاجة إلى دمقرطة الرياضة كما تم دمقرطة التعليم بمختلف أطواره.