يتحمل العديد من أصحاب المطاعم جزءا من المسؤولية، بفعل انتشار التسمم الغذائي ، على خلفية افتقاد البعض منهم للاحترافية في نشاطهم، وفي ظل غياب الضمير المهني لدى البعض الآخر.
من أبرز التجاوزات التي تهدد صحة المستهلك بسبب تسميم جسمه بأكلات وأطباق مجمدة تقدم على أنها محضرة حديثا، وبسبب انعدام روح المسؤولية يقدم بعض أصحاب المطاعم على الاحتفاظ بالدجاج المحمر وبالسلطة وملحقاتها، وتقديمها في اليوم الموالي على أنها محضرة منذ دقائق أو ساعات قليلة، وبعد أن يتناولها الزبون يصاب بالغثيان بفعل عدم حفظها الجيد طيلة ليلة كاملة، ويتعرض إلى الغش من طرف التاجر، فيدخل في دوامة بفعل تضرره صحيا وماديا.
مازالت سلوكيات مشينة تهدد الوجه اللائق لخدماتنا السياحة، في صداراتها عدم جودة خدمة المطاعم، في ظل وجود بعض من أصحاب المشاوي يقترفون العديد من الأخطاء صباحا، تجد البعض من عمال المطاعم يخرجون بعض الدجاجات المحمرة، ويثبتونها داخل آلات الشواء إلى جانب دجاجات غير مطبوخة بعيدا عن أنظار الزبائن، وعندما يطلبها أول زبون يقدمون له الدجاجات المشوية القديمة، ولا ينتبه الزبون إلى ذلك، إلا بعد الشروع في تناولها، فيشعر أن طعمها ليس لذيذا وأنها طبخت بالأمس.
وما يثير للاستغراب أن غش بعض الباعة من داخل مطاعمهم أو محلات بيع الأكلات الخفيفة، يعرضون سلطة الأرز القديمة حيث تكون قد حضرت منذ يوم أو يومين تزين بالبيض المغلى والزيتون الذي انتفخ من شدة تعرضه للحرارة، التي تتسبب في سرعة تعفن مختلف المأكولات، ومن بين الأطباق التي لا يتخلص منها صاحب المطعم نذكر «الحميس» المحضر من الحار، ومختلف السلطات، و إلى جانب السمك والسردين، وأمام غياب ردع آلة الرقابة تتكرر تلك السلوكات المشينة، التي تحتاج إلى صرامة في مراقبة ما يستهلكه الجزائري خارج مطبخ منزله وإنزال عقوبة صارمة في حقه سواء بغلق المحل او غرامة مالية، وبالموازاة مع ذلك فإن الزبون مطالب من جهة أخرى أن يحرص على التدقيق في ما يقتنيه من أكل أو مشروبات ويكون الرقيب الأول في هذا المشهد، ولا يترك كل المسؤولية في يد عون الرقابة، وحتى لا يقع ضحية للتاجر الذي يبيعه السموم، فيدفع نظير ذلك مالا ليحصد أضرارا قد تؤدي به إلى الهلاك.
ولاشك في أن ثقافة الوقاية ينبغي أن تترسخ في ذهن وسلوكيات الأفراد، قبل كل شيء لأن كل ذلك سوف ينعكس بشكل إيجابي على صحة المستهلك، حيث تقل حالات التسمم التي تعد كلفتها باهظة، لأن الشفاء من حالات التسمم تطلب رعاية طبية وأدوية وطعام خاص حتى يشف المصاب من مرضه، ولعل أبرز الآثار التي تسجل إذا احترم التاجر والمستهلك القواعد المعمول بها بمعايير السلامة، أن الخدمات ترتقي خاصة ما تعلق بجذب السياح والتعريف بالأطباق الجزائرية العريقة واللذيذة..على مستوى خارجي واسع.