إن ما تناقلته شاشات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي حول تدخل مفارز من الجيش الوطني الشعبي على إثر الفيضانات التي شهدتها عين قزام والأمطار الطوفانية التي أدخلت أحياء بكاملها في عزلة شبه تامة، تثبت العمق الشعبي لهذا الجيش سليل جيش تحرير وطني، يؤكد في كل مرة على أنه فرع من شجرة طيبة أصلها ثابت وفروعها في السماء، جيش أثبت قبل ذلك قدرة عالية على التكيف والتحكم في زمام حرب لا تناظرية في مواجهة الإرهاب الدموي الذي يعيش لحظاته الأخيرة في بلادنا ولم تعد لديه أي قدرة على المباغتة والمبادرة كما كان في السابق وأصبح الجيش يلاحق فلوله المجرمة في جحورها دون أن يشغله ذلك عن أداء مهام إنسانية واقتصادية مشهود لها، فعلى الصعيد الإنساني كان الجيش الوطني الشعبي حاضرا في كل المصائب والمحن التي ألمّت بالجزائر وأبلى البلاء الحسن في عمليات الإغاثة والإنقاذ كان آخرها تدخله بعين قزام بولاية تمنراست وما يشد الانتباه أن ذلك تم باستعمال معدات وآليات جزائرية الصنع مما يثبت أن المؤسسة العسكرية لديها رهان اقتصادي كذلك وهي عازمة على كسبه وثمار الصناعة العسكرية قد شرع في قطفها. وإن كانت في بداية الطريق، فإن ما تم تحقيقه إلى حد الآن يبعث في كل جزائري الشعور بالاعتزاز والفخر ويدعوه إلى الشّد على أيدي جيشه خاصة أولئك المرابطين على طول حدود هذا الوطن الشاسع لحمايته من كل المخاطر المحدقة أو المحتملة.
إن هذه المهام الجسيمة والمتعددة التي يضطلع بها الجيش الوطني الشعبي باحترافية واقتدار عاليين ومازال يقدم المزيد من الشهداء بين صفوفه من أبناء هذا الشعب في أدائها من أجل الوطن، لا يطالب بأكثر من إبقائه بعيدا عن الحسابات السياسية والحزبية المرتبطة باستحقاقات ومصالح ظرفية بل مرات بطموحات شخصية لا طائل من ورائها إلا التشويش على هذه المؤسسة في الوقت الذي هي فيه بحاجة إلى التفرغ التام لأداء تلك المهام الأكبر من كل الحسابات والطموحات.