أصبح انعقاد الجامعة الصيفية لإطارات البوليساريو و الجمهورية العربية الصحراوية ببومرداس تقليدا سنويا تتجدد خلاله وشائج التضامن مع الشعب الصحراوي وكفاحه السلمي من أجل حقه المشروع في تقرير مصيره بكل حرية، وفق ما نصت عليه لوائح الأمم المتحدة واتفاق وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع قبل 27 عاما، سنوات لم تنل من عزيمة هذا الشعب الذي أنهكه الاحتلال ولم ينصفه المجتمع الدولي، بينما لا يطالب هذا الشعب بأكثر من تنفيذ قرارات ولوائح الأمم المتحدة كما لا يطالب مجلس الأمن الاممي - الذي اختصر المجتمع الدولي في أعضائه الخمس - بتنفيذ تلك القرارات و اللوائح التي تداس بالأرجل ؟.
الجزائر لم و لن تتوانى عن دعم هذه القضية العادلة و فتح ذراعيها لاستقبال مثل هذه المحطات النضالية الهامة في تاريخ الشعب الصحراوي من أجل الحرية و الاستقلال و دعمها لقضيته العادلة تهمة لا تنكرها و ليس لديها أي عقدة بهذا الخصوص و لا يمكن أن يكون لديها أي مركب نقص في هذا الشأن، لأنها تدعم حركة شرعية لتحرير وطني وهي ممثل شرعي لشعب يناضل من أجل حريته بطرق سلمية و حضارية، أثبت التزامه المسؤول بذلك ولم يتخل عنه رغم الاستفزازات المتكررة ومحاولات استدراجه إلى مواجهة عسكرية كان قد حسمها لصالحه قبل 27 سنة خلت انتهت بإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بين جبهة البوليساريو والمغرب فهل هي في حاجة إلى حزب الله اللبناني أو إلى الأراضي الجزائرية لتدريب عناصرها على القتال ؟ !.
الجزائر تستقبل ضيوفها في وضح النهار و على رؤوس الأشهاد و هكذا تفعل اليوم مع إطارات البوليساريو و الدولة الصحراوية و ما عدا ذلك لا فهي محض افتراءات و أكاذيب لا تسمن و لا تغني من جوع هدفها الهروب إلى الأمام و ربح الوقت، فهل يعقل أنه حتى المحنة التي ألمت بالجزائر اثر سقوط الطائرة العسكرية ببوفاريك تم توظيفها وقيل أن من بين ضحاياها «كومندو» صحراوي كان عائدا من رحلة تدريب على السلاح من الجزائر ؟ !.
ان دعم القضية الصحراوية و دعم نضال شعبها في ممارسة حقه المشروع في تقرير المصير يستمد روحه من ثورة نوفمبر المجيدة ومن التزامات الجزائر تجاه القارة الإفريقية لا سيما ما تعلق منها باستكمال تصفية الاستعمار وهذا وفق ما تنص عليه المبادئ والقوانين المؤسسة للاتحاد الإفريقي الذي انضم إليه المغرب مؤخرا وصادق عليها ؟ ! .