لا يكاد يخلو موسم اصطياف واحد في بلادنا من حوادث مميتة تتسبب فيهاا الدراجات المائية أو "جات - سكي" بسبب تهور سائقيها و قيامهم باقتحام تجمعات المصطافين على الشواطئ بهذه الوسيلة التي من المفروض أنها مخصصة للترفيه والتنقل وليس الإزعاج و القتل ؟! وذلك بالابتعاد عن التجمعات البشرية احترام المسافات الأمنية و السرعة المنخفضة وكل ذلك تفاديا لوقوع إصابات وحوادث تزهق بسببها – للأسف- الكثير من الأرواح سنويا و تحول فرحة الكثير من العائلات بعطلتهم إلى مأتم ؟ وكل هذا لأن مستعملي الـ"جات سكي" يصرون على قيادته وسط المصطافين وإزعجاهم، ليس بالذهاب والإياب بينهم طوال اليوم ولكن بالقيام بحركات بهلوانية ومناورات وذلك من أجل إغراء احدهم باستئجار دراجته المائية لأن أغلبيتهم يمتهنون هذه الحرفة بطريقة غير قانونية وبوسائل لا تتوفر حتى على سترات هوائية ولكن رغم ذلك يقوم الكثير من المصطافين سواء بدافع الفضول أو المتعة باستئجار تلك الدراجات سواء كان ذلك بمفردهم أو برفقة صاحبها دون الانتباه إلى المخاطر التي قد تصل إلى الهلاك غرقا ؟ وهذا كله يتم دون اكتراث السلطات العمومية المطالبة باتخاذ إجراءات ردعية صارمة في حق هؤلاء وفي حق أصحاب القوارب المجهزة بمحركات كذلك الذين يقومون بدورهم باقتحام الشواطئ لعرض خدماتهم على المصطافين دون أدنى اعتبار لما يشكل ذلك من إزعاج و خطر عليهم، فالي تستمر هذه المهزلة التي زادت من الفوضى العارمة التي أصبحت تتميز بها شواطئنا ؟!
ليس هناك واحد منا لا يحبذ الترفيه والتسلية و امتطاء الدراجات المائية والقيام بجولات بحرية.. الخ ولكن يجب القيام بذلك في ظروف ملائمة وليتم ذلك يجب تقنين هذا النشاط و تخصيص أروقة بحرية لهذه المركبات كما هو معمول به في كل بلدان العالم فلماذا تشذ بلادنا عن القاعدة ؟! و لماذا لا تقوم السلطات العمومية بتخصيص أماكن خاصة لركن هذه الدراجات و أروقة بحرية لسيرها إصدار رخص لمزاولة هذا النشاط الذي من المفروض أنه يكون مصدر تسلية ومتعة وليس مبعث قلق و خوف ؟! و ذلك بإخضاعه إلى الرقابة والحرص على مطابقته لقواعد السلامة ولما لا استحداث فرق شرطة بحرية تجوب الشواطئ على متن دراجات هوائية على تطبيق القانون وردع هذه التجاوزات التي أصبحت تنغص على المصطافين عطلتهم وراحتهم؟