أعطى البروفيسور نور الدين إسماعيل رئيس مصلحة الأوبئة والطب الوقائي بمستشفى باشا صورة واقعية عن التدابير المتخذة ضد بعوضة النمر التي أحدثت مخاوف لدى المواطنين وتتناولها كتابات صحفية بطريقة بعيدة عن حقائق الاشياء ودقة المعلومات. وما زاد الطين بلة صدور صور في شبكات التواصل الاجتماعي يدعي اصحابها انهم يملكون الحقيقة مساهمين في تهويل لم يهدأ صداه بعد.
وقال البروفيسور بلغة هادئة مقدما دلائل علمية ومعلومات جديرة بالتوقف عندها ان التهويل الإعلامي بلغ درجة من الغلو والمبالغة تستدعي ردّاً من أهل الاختصاص الذين يشتغلون ليل نهار من أجل الكشف عن حقائق تنير الراي العام وتزيد البحث العلمي قوة ومعنى في معالجة هذه الوضعية، مضيفا ان الوقاية في الجزائر كانت دوما تتصدر العمل الطبي وتتقدم لعلاج أي طارئ. وهي وقاية تحسب للجزائر التي قضت من خلالها في فجر الاستقلال الى الان على اخطر الأمراض باعتراف منظمة الصحة العالمية وتقارير المنظمات الأخرى.
ومثلما واجهت البلاد مختلف الأمراض بحملات وقائية، تتبع نفس المنهجية في التكفل بهذا الخطر الذي يحمل تسمية «البعوضة النمر».إنها مسالة في جدول مديريات الصحة والمصالح الاستشفائية ووزارة الصحة التي تتقاطع حول مسالة جوهرية لا تقبل الاختلاف والتهاون لأنها تخص الصحة العمومية. ويتعلق الأمر بالعمل الوقائي الذي تتولاه مصالح الأوبئة والطب الوقائي وتضعه في صلب الاهتمام.
وقال البروفيسور بأسى إن ما ينشر في شبكات التواصل الاجتماعي وما يصور عن بعوضة النمر لا ينم عن الحقيقة في شيء لان أصحابها ليس لهم اية دراية وتخصص ولان ما يدعون إليه من تهويل ومزايدات من شانه المساس بقطاع الصحة أساس الاستقرار الاجتماعي وعصب العمل الحكومي في كل البلدان بل مؤشر لترتيب الدول وتصنيفها بين متقدمة او متخلفة.
«نحن هنا ننشط من اجل اطلاع الناس بما هو موجود وبالتدابير الوقائية والاحتياطات الواجب اتخاذها لمواجهة أي طارئ.» هكذا ذكر البروفيسور بهذا العمل الذي يتقاسمه مع مسؤولي مختلف مصالح الأوبئة والطب الوقائي للوقوف على آخر المستجدات ومعالجتها بهدوء وأكثر فعالية بعيدا عن التأويل والتهويل في محيط يجري وراء الإشاعة ويقبل كل ما يأتيه من مزايدات ومغالطات من مستعملي مواقع التواصل وضرب في العمق بمصداقية حملات التعبئة أولية وتحد.
هناك سياسة صحية وقائية تتولى تنفيذها مختلف المديريات القطاعية والمصالح الاستشفائية وهياكل وزارية ترافق بنشاط وعمل من أساتذة الطب ومراكز البحث من اجل الاكتشاف ورصد معالم أخطار الأوبئة والفيروسات 4000 المنتشرة بكثافة عبر العالم 200 منها فقط تحمل الأضرار والأخطار.