تشكل التظاهرات الرياضية فرصة لتأهيل و تجديد البنى التحتية و هذه من ضمن النقاط الايجابية التي تحسب للطبعة الثالثة من الألعاب الإفريقية للشباب التي تختتم فعاليتها بعد غد السبت بالجزائر أنه تم تجديد و تهيئة 47 منشأة رياضية ستكون في خدمة الرياضة الجزائرية علما أن الكثير منها كان يشهد حالة من الإهمال و الاهتراء بسبب غياب الصيانة الدورية لأسباب مختلفة فكانت الالعاب الافريقية بمثابة «رب نافعة نافعة» حيث أعطت نفسا جديدا لهذه المنشآت التي ستبقى في خدمة رياضيينا الذين طالما اشتكوا من قلة الإمكانيات الذين سيجدون معدات حديثة تخضع للمقاييس العالمية موجهة لمنافسة قارية في انتظارهم.
يؤكد هذا – للأسف- أن الرياضة في بلادنا مازالت تخضع لمنطق المناسباتية فقط في ظل غياب نظرة بعيدة المدى و هذا ما قد يكون من ضمن التفسيرات للنتائج الرياضة الهزيلة التي يحققها رياضيونا في المنافسات القارية و الدولية أين يجمع الكل على أن ذلك راجع لنقص الفضاءات و الإمكانيات اللازمة التي تسمح للرياضي الجزائري من التحضير في الظروف و الإمكانيات التي تمكنه من خوض المنافسات القارية و الدولية خاصة و أن الجزائر تمتلك كفاءات بشرية رياضية هائلة لا ينقصها إلا استغلالها و توجيهها لتفجير تلك طاقاتها و هناك أمثلة كثيرة على شبان استطاعوا اسماع صوت الجزائر في منافسات دولية رغم الامكانيات المادية المتواضعة التي وضعت في متناولهم ؟.
ان البنى التحتية التي تم تجديدها وتأهليها بمناسبة الألعاب الإفريقية و التي ناهزت 47 منشأة في العاصمة وحدها يجب أن تحظى بالمتابعة والصيانة لحمايتها من التخريب و الإهمال كما أن هذه الحملة لا يجب أن تقتصر على العاصمة وحدها لتعمم على كل ولايات الوطن الأخرى لتكون الرياضة حاضرة في كل مكان لحماية الشباب من الوقوع فريسة الفراغ والمخدرات والآفات الاجتماعية الأخرى التي تنخر مجتمعنا و هكذا فقط تصبح الرياضة ثقافة اجتماعية تراها في كل مكان كما هو شأن الدول المتطورة التي لا تخلو شوارع مدنها الكبرى من امرأة ، شاب , حتى شيوخ يمارسون الرياضة بل حتى واجهات القاعات الرياضية مفتوحة على تلك الشوارع لترسيخ الرياضة في أذهان المواطنين الى درجة الإدمان.