قدّم حفل افتتاح الألعاب الإفريقية الثالثة للشباب صورة أنيقة ومتناغمة للهوية الإفريقية، من خلال إشراق ألوان التراث الثقافي لشعوب القارة السمراء لتضيء الأفق في ظل عولمة شاملة تضع إفريقيا في عين الإعصار. وأبرزت الرسالة التي حملها هذا الموعد قوة الشباب الإفريقي وانصهاره في بوتقة واحدة يتقاسم فيها نفس التطلعات في مشهد تضامني يؤكد القدرة على تجاوز الظروف الصعبة تحت مظلة السلام والتنمية، مثلما لا تيأس الجزائر عن العمل من أجل هذه الأهداف النبيلة.
لم يكن نجاح الافتتاح صدفة وإنما هو ثمرة عمل دؤوب بذلت فيه كافة القطاعات المعنية ما يجب أن تبذله، وفي أجل قياسي أنجزت أشغال تصميم وبناء الخشبة الرئيسية وغرف تغيير الملابس المخصصة للفرق الفنية المشاركة في الحفل.
بالفعل في أقل من 20 يوما فقط سلمت مؤسسة «دوما» المكلفة بأشغال الديكور منصة الحفل بمساحة حوالي ألفي متر مربع بمعايير الصلابة والإتقان، علما أن العملية تتطلب معدل 5 أشهر فكان للعامل الجزائري في شتى التخصصات التقنية فرصة لتأكيد نجاعته وتحكمه في تقنيات مثل هذه المواعيد.
يوضح صاحب مؤسسة «دوما» الذي رفع التحدي بالعمل على مدار اليوم بلا انقطاع أن كافة المواد المستعملة في أشغال انجاز البرنامج في شقه المادي والتجهيزي اقتنيت من السوق المحلية واستعملت مواد صديقة للبيئة ليتحقق المطلوب في زمن قياسي وبإمكانيات جزائرية ما عدا الألعاب النارية التي تولتها فرقة صينية، وفي هذا درس يفيد انه يمكن تجاوز أي معوّقات وتخطي أي عقبات في طريق أي مشروع تكون فيه سمعة الجزائر العنصر البارز، كما هو الشأن في هذا العرس الإفريقي للشباب الذي يحمل أكثر من دلالة لمدى ارتباط الجزائر بالقارة السمراء دفاعا عن حقوقها في التنمية تماما كما دافعت عنها في استرجاع السيادة الوطنية ومكافحة بقايا الاحتلال.
لقد أتقنت كفاءات جزائرية من الشباب خاصة عمليات تجسيد كل جوانب الديكور باستعمال الخشب، فيما أبدع عوامر فريد في ضبط أوتار الموسيقى على أنغام إفريقيا وتراثها المتنوع والغني، ليترسخ انطباع ايجابي ترك أثره الطيب لدى كافة الحاضرين من رسميين وضيوف وجمهور.