التحق، أمس، ديديه ديشان بالثنائي زاغالو وبيكنباور كثالث مدرب يفوز بكأس العالم بعد أن فاز باللقب العالمي من قبل كلاعب، وهذا بعد تتويج المنتخب الفرنسي بالمونديال الروسي حيث تمكّن من فرض طريقته التي أثمرت بفضل العمل الكبير الذي قام به طيلة سنوات.
بالرغم من أن المنتخب الفرنسي لم يقدم لعبا هجوميا طيلة كأس العالم 2018 ، إلا أن الخطة المعتمدة من طرف ديشان كانت « فعالة « الى أبعد درجة من خلال تفضيل «منطق الحسابات « على اللعب الجميل.
اختار المدرب الفرنسي مجموعة من اللاعبين الذين «عوّل « عليهم بخطوات ثابتة، وسار في رواق سمح للفريق الصعود تدريجيا في المستوى الى غاية تحقيق الفوز الباهر على الأرجنتين في ثمن النهائي .. هذا الفوز الذي أعطى ثقة أكبر لزملاء مبابي الذين أصبحوا من ضمن المرشحين لنيل اللقب العالمي .. وتمكنوا من خطف كأس العالم بعد 20 سنة من التتويج الأول.
عرف ديدي ديشان بصرامته الكبيرة عندما كان لاعبا في المنتخب الفرنسي حيث طبّق نفس الصرامة التي كان يلعب بها في التسعينيات و التي أعطت له «توابل» النجاح ، ليصبح بطلا للعالم للمرة الثانية وهذه المرة كمدرب. وبدون شك، سيرتكز حديث الاختصاصيين على « طريقة ديشان « في تسيير دورة كالمونديال والعمل على تحسين الأمور تدريجيا وتجنب فتح اللعب حيث أن بعض المنتخبات التي شاركت في دورة روسيا اعتمدت على اللعب « المفتوح « كلّفها الإقصاء.. مما يعني أن كرة القدم العالمية تغيّرت كثيرا.. والاعتماد أصبح يرتكز على مجموعة متكاملة و متوازنة، وليس على مهارات لاعب أو اثنين.
حتى المنتخب الكرواتي الذي اعتمد كثيرا على « المفتاح» مودريتش لم يتمكن من فك شفرة الفريق الفرنسي الذي « درس « بشكل جيد طريقة لعب المنافس بفضل استراتيجية المدرب الفرنسي الذي يعطي أهمية كبيرة لدراسة المنافس و وضع «الوسائل الضرورية للمباغتة.. وهو ما حدث ليكون ديشان قد أعطى شيئا جيدا لكرة القدم العالمية في دورة روسيا.