يترقّب العديد من المسلمين عبر العالم غرة محرم الموافق لبداية العام الهجري 1441، لارتباطه بذكرى هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وبداية عام هجري جديد وفق التقويم القمري، الذي يتعلق بدورة القمر حول الارض التي تقدر فلكيا بـ 29 يوما ونصف تقريبا، مع ما يتضمنه ذلك من مناسبات دينية واجتماعية. لذا تكون مدة الشهر القمري إما 29 أو30 يوما كما جاء في الحديث النبوي الشريف. جاء هذا في بيان للجمعية العلمية الفلكية البوزناجي بالمدية تسلّمت «الشعب» نسخة منه.
بحسب ذات البيان الذي أمضاه رئيس الجمعية جمال فهيس، وهو أيضا عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك،
يحدث الاقتران الفلكي الجيومركزي، بين الشمس والقمر، مساء الجمعة 29 ذي الحجة 1440 الموافق لـ 30 أوت 2019، وهو نفس اليوم المخصص لتحري هلال محرم لهذا العام في جل الدول العربية والإسلامية على الساعة العاشرة صباحا و37 دقيقة (10:37) بالتوقيت العالمي (الجزائر:+1سا).
بحسب بيان الجمعية العلمية الفلكية «البوزناجي»، وقّعه رئيسها جمال فهيس، ستغرب الشمس في مدينتي المدية والجزائر العاصمة حوالي الساعة السابعة مساء و23 دقيقة (19:23) بالتوقيت المحلي، بينما يغرب القمر بعدها بـ 26 دقيقة تقريبا اي على الساعة السابعة و49 دقيقة (19:49) وعمره 8 ساعات و46 دقيقة، ممّا يجعل رؤية الهلال غير ممكنة تماما بالعين المجرّدة وحتى باستعمال التلسكوب.
وبحسب ذات البيان، في مكة المكرمة، ستغرب الشمس يومها على الساعة السادسة و42 دقيقة (18:42) بالتوقيت المحلي للمملكة السعودية (ت ع: +3سا) بينما يغرب القمر بعدها بـ 18 دقيقة فقط، في حين تختلف مدة مكثه في دول العالمين العربي والاسلامي بين دقيقة واحدة في جاكارتا إلى 15 د في عدن و21د في القدس وعمان الى 27د في فاس بالمغرب (انظر الجدول).
أما عن ارتفاع الهلال فوق الافق لحظة غروب الشمس، فلا تتعـدى 5 درجات قوسية في أحسـن الأحوال، ممّا يجعل رؤيته غير ممكنة في كافة المملكة ودول الجزيرة العربية وحتى في باقي الدول العربية والإسلامية وقارات آسيا وإفريقيا وحتى أوروبا..كما أنّ هناك في العديد من الدول العربية من سيأتي كالعادة، ويدعي رؤيته للهلال ليلة الجمعة، علما أنه سيرى واضحا ليلة السبت 31 أوت في كل العالم!!
وبناء على ما سبق ذكره، فإنّ يوم السبت 31 أوت الجاري سيكون غرة محرم بالنسبة للدول التي تعتمد الحساب الفلكي مثل تركيا ودول البلقان. أما تلك التي تعتمد الرصد، فسيكون الفاتح سبتمبر هو غرة العام الهجري 1441. كما أنّها فرصة ودعوة تتكرّر كل عام لضرورة اعتماد الحسابات الفلكية الدقيقة لضبط توقيتها والرزنامات السنوية مسبقا لتسهيل الحياة الاجتماعية والاقتصادية وحتى الدينية للناس، في زمان صار فيه غيرنا يخطّط لعشرات السنين القادمة بينما ننتظر نحن بداية الشهر والعام في سيناريو يتكرّر كل عام.