الحرفية حورية معيوف لـ”الشعب”:

الأطباق الجزائرية.. تراث أصيل يتواصل

أمينة جابالله

تعتبر الحرفية حورية معيوف شيف ذات تكوين عصامي، واحدة من الغيورات على التراث الوطني، اللواتي سخرنا أنفسهن للتعريف بالمطبخ الجزائري الزاخر بوصفات احتلت مكانة لها في صدارة المطابخ العالمية، حيث تعمل على ترويج وصفات الجدات بهدف إعادة احيائها والمحافظة عليها من أي مغالطة أو تزييف.
أكدت الحرفية حورية معيوف  لـ«الشعب”، أن “إحياء معالم التراث الوطني من خلال الأكلات والوصفات التقليدية، هو فرصة استثنائية تسمح بعرض ثقافة الجزائر بنظرة فنية تزينها لوحات شعبية لأطباق عتيقة اعتدنا على تناولها أيام زمان، حين كانت المائدة الجزائرية هي الركن الهام لاحتواء أفراد البيت الواحد متناسين ثقل الحياة و تعبها”.
الطبخ.. تقليد متوارث
ذكرت حورية، أن ولوجها لعالم الأكل التقليدي جاء بالتدريج، حيث اوضحت “لكوني امرأة ماكثة في البيت تلقيت أبجديات الطبخ مثل أي بنت جزائرية من الأسرة والأم، بحكم أنه من المعروف على الجزائريات الالتحاق بالمطبخ في سن صغيرة كتقليد متوارث يسمح لهن بالتدريب على أساسيات الطبخ لتكن جاهزات لخدمة بيوتهن حين بلوغهن سن الزواج” .
أصبحت حورية بعد تلقيها هذه النشأة العصامية وفق ما جاء على لسانها، مؤهلة لخوض غمار المنافسات أمام حرفيات من ذات المجال، حيث ذكرت “لطالما تلقيت المدح من أولادي وعائلتي على ما أصنعه من حلويات و مأكولات”، وهو الأمر الذي شجعها للاستمرار خارج المنزل واستعراض مهاراتها أمام الغير.
وصفات معروفة وأخرى منسية
وبحسب المتحدثة، توالت بعدها تربصاتها وتكويناتها لتكون في مقام الشيف الجزائرية بامتياز، رغبة منها في المحافظة على البصمة التقليدية للأكلات المحلية من خلال التعريف بها وإعادة احيائها اليوم، مثل الأطباق التي ما زالت معروفة، أو تلك التي اندثرت وصفاتها الحقيقية.
وفي سياق متصل، جاء في معرض حديثها أن تقديم الأكلات التقليدية ليس مرهون بالضرورة بالمناسبات والأعياد”، وقالت “من المفروض المداومة عليها يوميا في الجلسات العادية للأسرة الجزائرية، من أجل ضمان تخليدها والمحافظة عليها من الزوال والنسيان، خاصة و أن جيل اليوم بات مهووسا بالأكلات الغربية التي يطلق عليها “وجبات سريعة”، والتي تحمل في قوامها الضرر أكثر من النفع الصحي” .
الأكل التقليدي الجزائري
 وما يميز الأطباق الجزائرية أكدت معيوف أن الشعير هو العنصر المشترك بين العديد من الأطباق الشتوية أو الصيفية، “ويرجع ذلك لاحتواء الجزائر على أرض خصبة تنبت شعيرا وقمحا، وهو ما جعل شعبها من بين أكثر الشعوب تناولا للعجائن، وأصدق دليل على ذلك ما نصنعه في المناسبات من أطباق تقليدية، منها الكسكس والتريدة والشخشوخة والرشتة.. وغيرها من الأكلات التي تعتمد على القمح في إعدادها”.
وتضيف “يضاف إليه استخدام العديد من التوابل الصحية التي تصنعها المرأة الجزائرية بنفسها في بعض الأحيان، مع دراية تامة بالنوع والكمية اللازم استعمالها بحسب كل طبق ونوع الصلصة المستعملة فيه، سواء البيضاء التي نجدها في الجزائر العاصمة وضواحيها أو الحمراء التي تكون في مناطق الغرب وما جاورها “.
وشدّدت معيوف على ضرورة الابتعاد عن العصرنة المكلفة التي تلغي هوية الطبق، سواء من ناحية الشكل والتزيين الخارجي أو من ناحية الوصفة، باعتبار أن أي إضافة على الأكلة قد تغير من ماهيتها وذوقها الذي اعتدنا عليه في وصفات جداتنا وأمهاتنا.
 التراث الأصيل ملكية ثقافية
في ذات الجانب، أفادت حورية أن ولوجها عالم الأكلات التقليدية جعلها مسؤولة على التراث الجزائري، من حيث حمايته والحفاظ عليه، خاصة تقول “وأننا نعيش في فترة كثرت فيها المضايقات الخارجية على هويتنا والتي تفرض التمسك أكثر بملكيتنا الثقافية والتراثية والترويج لها في كل المحافل والمناسبات المحلية والدولية” .
ولفتت الشيف العصامية حورية معيوف، إلى واحدة من المبادرات التي تروج للثقافة الجزائرية والأكلات التقليدية، خاصة بمناسبة شهر التراث، والمتمثلة في فكرة “بنة جدادي”، التي عكفت على تنظيمها كحدث يضم النسوة الجزائريات لاستعراض مهارتهن في الطبخ التقليدي، ليكون بمثابة حلقة وصل تربط جيل اليوم بجيل الأجداد من منظور جديد يبني جسر التواصل مع الشباب من خلال ثقافة الأكل” .

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19756

العدد 19756

الخميس 24 أفريل 2025
العدد 19755

العدد 19755

الأربعاء 23 أفريل 2025
العدد 19754

العدد 19754

الثلاثاء 22 أفريل 2025
العدد 19753

العدد 19753

الإثنين 21 أفريل 2025