نثمن قرارات الرئيس.. ومستعدون للوقوف مع الجيــش جنبــا إلى جنـــب
حدودنـا الجنوبيـة محصّنــة وعصيّــة على الأعـــداء
الجزائـر منتصرة رغــم ما يُحاك ضدّها لزعزعـة أمنهــا
اعتبر السالك سكوني، أحد أعيان ولاية برج باجي مختار الحدودية (أقصى الجنوب)، أن ما تقوم به الطغمة الانقلابية في هذا البلد ضد الجزائر، محاولة يائسة وغير مسؤولة وتنمّ عن عجز كبير في احتوائها لمشاكلها الداخلية المتنامية في الجوانب الاقتصادية والأمنية. وأشار إلى أن دفعها بالخلاف إلى مزيد من الاحتقان والتصادم، ناتج عن دور «خبيث» في تطبيق أجندات خارجية لا تريد الخير للمنطقة.
«الشعب»: ما هي قراءتكم لاستفزازات الطغمة الانقلابية في مالي ضدّ الجزائر، بعدما قامت باختراق المجال الجوّي الوطني أكثر من مرّة، ناهيك عن إصدارها لبيانات تتضمن اتهامات باطلة بلُغة مُنحطة؟
السالك سكوني: نحن كأعيان المناطق الحدودية، نرى أن الاستفزازات التي قامت بها الزمرة غير الدستورية في مالي مؤخرا، محاولات غير مسؤولة ويائسة، تصدر من الطغمة المنقلبة على الحكم في هذا البلد، سيطرت على الشعب المالي الرافض لوجودها ولحكمها. ومحاولاتها الاستفزازية تنمّ عن عجزها في تسيير الوضع في البلد، وإيجاد حلول للمشاكل الداخلية التي تتخبط فيها.. كما أن ما قامت به هذه الطغمة الانقلابية، يلحق أضرارا بمالي قبل الجزائر، لأننا -في كل الأحوال- نكنّ لدولة مالي كل الاحترام، على أساس أنها دولة جارة وصديقة منذ قدم العصر، غير أن هؤلاء الانقلابيين منفصلون عن الشعب المالي وهم عاجزون عن تسيير شؤون البلاد.. هذا العجز جعلهم يتخبطون ويستعرضون عضلاتهم لإنقاد أنفسهم من الاحتجاجات وغضب الشعب الذي يطاردهم منذ استيلائهم على الحكم، باستعمال حجج واهية في محاولة يائسة لإطالة مدة بقائهم بسدة الحكم، مستخدمين حجة «تعرضهم إلى عدوان مزعوم»، متطاولين بذلك على اليد التي امتدت لهم بالخير، والجزائر دائما تقدم الدعم بشتى أنواعه لهذا البلد الجار. كما أن اتفاق المصالحة أشرفت عليه بلادنا من أجل لمّ شمل الشعب المالي، ومن أجل الحفاظ على وحدة بلاده الترابية ووحدته الوطنية.
كما أن قائد الانقلابيين في باماكو، هو نفسه كان أسيرا لدى الفصائل السياسية والمسلحة لشمال مالي، وأفرج عنه في إطار اتفاق لتبادل الأسرى، تم التوصل إليه بوساطة الجزائر.. وهو بذلك يكون قد استفاد شخصيا من الدور الجزائري في الوساطة والحوار، والذي يريد التنكر له اليوم بطريقة مليئة بالجحود والنكران.
- الجزائر تعاملت بحزم مع اختراق طائرة مسيّرة لمجالها الجوّي بطريقة مثيرة للريبة، وقامت بإسقاطها. ما هي الرسالة التي يجب على الجميع أن يفهمها من الرّد الجزائري؟
نثمّن ونحيّي قرارات رئيس الجمهورية، ووزارة الدفاع الوطني، ونشيد ببسالة الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، الذي يعدّ صمام الأمان لهذه البلاد. ونحن كأعيان ووجهاء المناطق الحدودية في الجنوب الكبير، ندعم قرارات قيادتنا العليا الصائبة والسليمة لصون أمانة الشهداء.
بدورنا، كأعيان ووجهاء المناطق الحدودية، مستعدون للوقوف مع الجيش الوطني الشعبي جنبا إلى جنب، ونقدم تضامننا الكامل له في مهمته الشريفة من أجل الدفاع عن هذه البلاد الطاهرة. ونعتبر أن ما قام به لردّ الاستفزاز مستحق، لوضع كل من تسوّل له نفسه التطاول على الجزائر، عند حدّه.. إننا نثمن بقوّة موقف الدولة والجيش؛ لأنه موقف شريف للدفاع عن الوطن.
- هل تعتقدون أن هناك ما يشير إلى توّرط أطراف أخرى خارجية دفعت الطغمة الإنقلابية لضرب استقرار الساحل، والتشويش على الدور الجزائري؟
ما قامت به الطغمة الإنقلابية من تصرّفات غير سياسية ولا أخلاقية، لا يمكن أن توضع في أي خانة من خانات حسن الجوار أو مراعاة المصالح الخاصة لدولة مالي، بل هي ضد مصالحها تماما، وهي ضد كل الأعراف السياسية، وهذا ما يؤكد أن وراءها جهات أخرى لا تريد الخير للجزائر، وتريد أن تصطاد في المياه العكرة، وهناك أطراف تستثمر في المال الفاسد، وتوظفه في تمويل الانقلابيين، وتحرض العسكر للانقلاب على الأنظمة، وتدعمه ليجسد أجندتها وينوب عنها في نشر الخراب والدمار لغايات خبيثة.. هناك أطراف، لا داعي لذكرها بأسمائها، تريد الكيد لبلادنا. وبوصفي ممثلا عن الأعيان في المنطقة الحدودية، أقول لمن يدبّر مكائد ضد بلادنا على الشريط الحدودي، «هيهات هيهات.. الجزائر عصيّة.. الجزائر بشعبها وجيشها، واللحمة التي تجمعهما، لا أحد يستطيع اختراقها، مهما كان. دولتنا قوية وتصنع المفاجآت، وأقول للأعداء المتربصين ببلادنا أن يعيدوا حساباتهم، وانه «ليس كل طائر يؤكل لحمه»، فهي قوية بسياستها واستراتيجيتها وإمكاناتها، وبدعمها للدول التي هي بحاجة إليها، فهي تغدق بغير حساب، وستبقى منتصرة رغم ما يحاك ضدها من محاولات لزعزعة أمنها واستقرارها.
- ما هي الرسالة التي تريد أن توجهّها كممثل للأعيان والوجهاء في واحدة من أهم المناطق الحدودية للبلاد؟
انطلاقا مما سبق، وبصفتي أحد أعيان المنطقة الحدودية الجنوبية من الوطن، أوجّه رسالة لأعداء الجزائر الذين يعتبرون الجنوب الجزائري نقطة ضعف الدولة الجزائرية، وراحوا يضعون خططا في محاولة لزرع الفتنة.. أقول إنهم لن يتمكنوا من المساس بوطننا؛ لأن الصحراء كانت عبر التاريخ مقبرة للغزاة، وحدودنا محصنة ونحن على أتم الاستعداد لبذل النفس والنفيس وكل ما نملك من قوة، رفقة الجيش الوطني الشعبي، لدحر أي محاولة اختراق أو عدوان في هذه المناطق الشاسعة من البلد.