شهادات حيّة لمن عايشوا الفقيد امتزجت بالدّموع والمشاعر
نظّمت جريدة «الشعب» بالتنسيق مع المنظمة الوطنية للصحفيين الرياضيين، أمس، وقفة استذكار وترحم على شرف الصحفي والمعلق الرياضي محمد صلاح الذي وافته المنية منذ أيام من اجل استذكار مآثر الرجل ودوره في ترقية الاعلام الرياضي في الجزائر بحضور وزير الاتصال جمال كعوان ووزير الشباب والرياضة محمد حطاب، وعدد كبير ممّن عرفوا محمد صلاح عن قرب من أجل الادلاء بشهاداتهم و إماطة اللثام عن حياته الشخصية.
عرفت بداية الوقفة تلاوة الفاتحة على روح المرحوم محمد صلاح قبل ان تفتتح بالادلاء بمجموعة من الشهادات لمن عاصر الرجل وعمل معه وعرفه عن قرب، كما تناول وزير الاتصال جمال كعوان الكلمة و اشاد بخصال الراحل صلاح بقوله: «محمد صلاح كان مثالا يحتذى به في الالتزام والعمل المتقن، حيث كان من الصحفيّين المتفوّقين وموهبته في مجال التعليق صنعت الفارق وجعلته من أهم المعلقين الذي جاؤوا في تاريخ الجزائر».
واعتبر كعوان محمد صلاح من رواد الاعلام في الجزائر بقوله: «محمد صلاح لم يكن فقط من رواد الاعلام الرياضي بل كان من رواد الاعلام بصفة عامة في الجزائر بالنظر الى دوره الكبير في بداية مشواره من خلال وضع اللبنات الاولى للاذاعة الوطنية وتأسيس أول قسم رياضي منذ الاستقلال».
وكشف كعوان أنه كان على وشك زيارة محمد صلاح خلال مرضه بقوله:
«كنت أنوي زيارة الراحل صلاح بعدما علمت انه متواجد على فراش المرض وهو ابسط شيء اقوم به اتجاهه لكن القدر كان سباقا واخذه منا، وهنا اكرر تعازي القلبية لعائلة المرحوم وكل من عرفه واستغل الفرصة ايضا لتحية جريدة الشعب على هذه المبادرة الطيبة».
من جهته أشاد محمد حطاب وزير الشباب والرياضة بخصال المرحوم صلاح بقوله: «من الصعب حصر خصال واخلاق صلاح في كلمة واحدة لانه كان مثالا يحتذى به، وكان انسانا خلوقا وكل من عرفه يقول نفس الكلام ولكن على المستوى المهني من الصعب تجاهل ما قدمه صلاح للاذاعة الوطنية بصفة خاصة والاعلام الرياضي بصفة عامة، وأحيي جريدة الشعب على هذه المبادرة الطيبة».
أدلت الرئيسة المديرة العامة لجريدة «الشعب» السيدة امينة دباش خلال الوقفة بكلمة مقتضبة أكدت فيها على أهمية الحدث قائلة: «وقفة الترحم التي نظمناها للراحل محمد صلاح هي من اجل استذكار مآثر ودروه في المجال الصحفي كمعلق في البداية وصحفي رياضي، حيث يعد من أعمدة الصحافة الرياضية في الجزائر».
ولم تفوت السيدة دباش التأكيد على اللمسة التي تركها صلاح في التعليق بقولها: «أكيد ان الجميع يتذكر تلك الصرخة التي ستبقى خالدة في أذهاننا بمناسبة مباراة الجزائر وألمانيا لانها بكل بساطة كانت نابعة من أعماق قلبه».
وعادت مديرة جريدة «الشعب» لتؤكد ان الوقفة لا تضاهي ما قدمه صلاح بقولها: «أبسط شيء نقدمه للراحل صلاح في تنظيم هذه الوقفة التأبينية وجمع كل من عرفوه من أجل الادلاء بشهاداتهم».
ولم يفوت يوسف تازير رئيس المنظمة الوطنية للصحفيين الرياضيين الفرصة ليؤكد ان الهدف هو كشف الدور الايجابي لصلاح في الاعلام الرياضي حيث قال: «أحيي جريدة الشعب على هذه المبادرة ولم نتردد ولو للحظة في قبول الفكرة، والهدف طبعا هو استذكار الخصال الحميدة للمعلق الرياضي الشهير محمد صلاح ومحاربة ثقافة النسيان، ولا يجب ان ننسى كل من خدم الاعلام في الجزائر».
كما كشف بن يوسف وعدية عن سر لاول مرة حول صلاح بقوله: «الجميع يتذكر كاس العالم التي جرت باسبانيا سنة 1982، والكل يعتقد ان صلاح هو من علق على مباراة المنتخب الوطني في التلفزيون لكن الحقيقة انني من كلفت بالتعليق عن المباراة ومحمد صلاح علق عليها في الاذاعة، وبعد عودتي وسماعي للتعليق الجميل من صلاح قمت بتركيب صوته على لقطات الاهداف وهنا حدث الفارق وصنع الحدث الى حد الان فالكل يتذكر تلك الصرخة».
وأماط عيسى مدني الصحفي بالاذاعة الوطنية اللثام عن الوجه الخفي لمحمد صلاح حيث قال: «محمد صلاح الانسان لا يختلف كثيرا عن محمد صلاح الصحفي والمعلق الرياضي، وهناك بعض الامور اثرت كثيرا على حياته خاصة وفاة ابنه حاتم في حادث مرور بعد ان اصطدمت سيارته بسيارة الاذاعة و هنا اتذكر ان صلاح قال الاذاعة منحتني كل شيء واخذت مني اهم شيء ويقصد هنا وفاة ابنه حاتم».
كما أكد عيسى مدني ان محمد صلاح فضّل مواصلة العمل في الجزائر رغم الصعوبات بقوله: «محمد صلاح رفض عروضا للعمل في وسائل اعلام اجنبية رغم الاغراءات الكبيرة ورحيل العديد من الصحفيين الجزائريين للعمل في الخارج لكنه فضل مواصلة العمل في الجزائر».
وكان صلاح مواظبا على ممارسة الرياضة، حيث قال مراد بوطاجين في هذا الخصوص: «محمد صلاح كان عضوا فعالا في نادي الصحافة الرياضية، وكان يمارس الرياضة باستمرار من خلال المشاركة في المباريات التي ننظمها وبقي على هذا الحال رغم تقدمه في السن».
لقاء محمد صلاح كان حلم محسن سليماني المدير السابق للقناة الاولى للاذاعة حيث قال: «عندما كنت أدرس في كلية العلوم السياسية والاعلام كان حلمي لقاء صلاح، وبمجرد انتهاء الدراسة قدمت طلبا للالتحاق بالقسم الرياضي للاذاعة الوطنية لأنّني عشقت صوته و طريقة تعليقه ورغم انني لم اعمل في القسم الرياضي بل في القسم الاقتصادي فيما بعد إلا أنني كنت ألتقي عمي محمد باستمرار ونتبادل اطراف الحديث حول كل شيء بما انه كان موسوعة متنقلة».
وأشاد الصحفي مسعود قادري باحترافية الرجل بقوله: «شاهدت صلاح يعمل عن قرب من خلال سفري معه في عدة بلدان افريقية من اجل تغطية مباريات المنتخب الوطني او الاندية الجزائرية، وهناك وقفت على احترافية الرجل وحبه الكبير لمهنته من خلال محاربة الظروف الصعبة التي كنا نعمل فيها في افريقيا، وفي احدى المرات كنا في احد البلدان وكانت الحرارة شديدة لدرجة اننا لم نقو على الكلام لكن صلاح جاهد وحارب وعلق على المباراة بامتياز رغم التعب و الارهاق».
الناخب الوطني السابق عبد الرحمن مهداوي والفنان صادق جمعاوي لم يفوّتا فرصة التاكيد على دور صلاح في حياتهما حيث قال جمعاوي: «محمد صلاح كان يسكن بالقرب مني وكنت أتواصل معه كثيرا ولا أخفي دوره في نجاح أغنية «جيبوها يا لولاد» بفضل صرخته الشهيرة».