شهادات قيّمة ومؤثرة تلك التي قدّمها عديد الإعلاميين والضيوف الذين تداولوا على المنصة خلال وقفة استذكار وترحم لفقيد الإعلام الرياضي الجزائري محمد صلاّح الذي وافته المنية يوم 28 ماي الماضي.
كانت المناسبة للحديث عن مسيرة الفقيد الحافلة وصوته المميّز الذي دخل كل بيوت الجزائريين من خلال تعليقه الذي برز به في كل المحطات البارزة للرياضة الجزائرية، لا سيما كرة القدم، ويبقى وصفه وتعليقه للمباراة التاريخية بين الجزائر وألمانيا في مونديال اسبانيا 1982 عالقا في أذهان الجمهور الجزائري بالنظر للعفوية والحماس والطريقة التي منحت «نكهة خاصة» للموعد.
وقدّم محمد صلاح الكثير للإعلام الرياضي بتعليقه على المقابلات، وكان ينقل «صورا حقيقية» للمستمعين الذين تعلقوا بطريقة تقديمه التي ساهمت كثيرا في ترقية العمل الإعلامي في المجال الرياضي.
وأعطى صلاح بصمة بارزة للقسم الرياضي بالقناة الأولى بتميّزه الباهر وتفانيه في العمل، فبالاضافة الى تعليقه للمقابلات والمواعيد الرياضية الدولية ، فانه «كوّن» أجيالا من الصحافيين على مر السنين ليكون «مدرسة حقيقية» في هذا المجال، خاصة وأن العديد من «تلاميذه» الذين حضروا وقفة الاستذكار يوم أمس بمقر جريدة «الشعب»، ركّزوا على أنّ الفقيد كان بمثابة الأستاذ الذي «تتلمذوا» عنه من خلال النصائح والاقتراحات اليومية التي كان يقدمها لهم طيلة السنوات التي قضاها بالإذاعة الوطنية والتي كانت أساسية لعملهم ومسارهم المهني.
وتكررت كلمات من خلال تدخلات العديد من الإعلاميين و الرياضيين عن المرحوم، والتي «تلخص» بأمانة مسار محمد صلاح، والتي تصب كلها في: المهنية، الاحترام، التواضع والصرامة.
كما أن طريقة التعليق للوجه البارز في الإذاعة الوطنية كانت بمثابة «الهام « لجيل من المعلقين الذين تأثروا بشكل ايجابي لـ «صرخة خيخون» التي كانت النقطة التي سمحت لهم العمل بجدية لـ «ولوج» بعد سنوات عالم التعليق والمساهمة لحد الن بجدية في العمل الإعلامي.
ولم يقتصر تأثيره المميّز في التعليق فقد «برز» صلاح بحسه المهني واحترامه لمحيطه في عالم الرياضة ككل، حيث احتفظ بعلاقات متينة مع الرياضيين و المدربين الذين تحدثوا عن خصاله واحترافيته التي كانت عنوانا لعمله لسنوات طويلة...
وبعد تقاعده واصل صلاح «عمله الإبداعي» في حصة «أين هم؟» التي كان يقدمها في القناة الاذاعة الأولى والتي كانت بمثابة جسر بين الجمهور والرياضيين القدامى، ومعرفة نشاط نجوم بعد انتهاء مسيرتها الرياضية، هذه الحصة التي لاقت نجاحا كبيرا لدى المستمعين، مما يعني أن صلاّح «وقّع» لمسة أخرى لعمله الإعلامي .
وبتواضعه الكبير وحبه للرياضة بقي صلاح قريبا من الممارسة الرياضية حيث كان يتدرب باستمرار مع تشكيلة نادي الصحافة الرياضية في جو رياضي مع صحفيين من أجيال مختلفة، الأمر الذي يوضح بتمعن خصال هذا الإعلامي الكبير الذي طبع مسيرته بكافاته وحبه لوطنه ولمهنته..رحم الله الفقيد.