تحيي الجزائر غدا كغيرها من دول العالم العيد العالمي للعمال المصادف لغرة شهر ماي من كل سنة على وقع قرارات وتدابير اتخذتها وزارة العمل و التشغيل والضمان الاجتماعي حددت قائمة النقابات المسموح لها بالنشاط قانونيا وهذا لمواجهة فوضى الاحتجاجات والإضرابات التي شهدتها بعض القطاعات سيما الصحة والتربية.
الشعب و في إطار إحياء هذا اليوم استضافت محمد لخضر بدر الدين ، النقابي البارز في فيدرالية عمال المحروقات سابقا والمستشار الحالي للأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين ، عبد المجيد سيدي السعيد و ذلك للحديث عن العمل النقابي ودوره في الحفاظ على حقوق العمال والمساهمة في الحفاظ على السلم والاستقرار.
في هذا الصدد قال بدر الدين أن الأصل في العمل النقابي هو الحوار و ليس الاحتجاج الذي يبقى - حسبه- الاستثناء و ليس الأصل و أضاف أن اللجوء الى الشارع هي آخر وسيلة يتم اللجوء إليها لتحقيق المطالب المرفوعة و ليس العكس و نفى بدر الدين التهم التي يوجهها البعض إلى الاتحاد العام للعمال الجزائريين بولائه للسلطة و تكريس وجهة نظر الحكومة على حساب مصالح العمال و دعا من يدعون ذلك إلى التمعن بكل موضوعية في استحقاقات و مكاسب العمال بعيدا عن كل حسابات سياسية أو فئوية و من أبرزها ذكر محمد لخضر بدر الدين حصولهم على مرتباتهم بشكل منتظم و على الحماية الاجتماعية و الاستفادة من الرفع في المرتبات..الخ مؤكدا أن العبرة بالنتائج و ليس بعدد الاحتجاجات و الإضرابات و أضاف أن ما تم تحقيقه لصالح العمال لا يعود فقط إلى نضال الاتحاد العام للعمال الجزائريين و لكن إلى الأذان المصغية للحكومة للمطالب المرفوعة و ذلك – حسبه- بفضل رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي قال أنه أعطى تعليمات صارمة في هذا الاتجاه و أمر الحكومة بفتح قنوات الحوار مع النقابات كما رد بدر الدين فضل الحفاظ على القطاع العام و إنقاذه لمرتين للرئيس بوتفليقة ، الأولى عندما اتخذ قرارات جريئة أعادت الحياة إلى مؤسسات اقتصادية عمومية كانت على وشك الإفلاس ، والثانية عندما أصدر قرارا يقضي بعدم خوصصة أو فتح رأس مال أي مؤسسة عمومية بعد القرار الذي خرج به اجتماع الثلاثية بمقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين و القاضي بفتح رأس مال المؤسسات العمومية و أضاف أنها قرارات صائبة و سديدة ساهمت في الحفاظ على المؤسسات العمومية و على مناصب الشغل و من ثمه على الاستقرار الاجتماعي الذي أصبح رئيس الجمهورية - حسب بدر الدين- يشكل حلقته الرئيسية.
في السياق ذاته قال بدر الدين أن القطاع العام هو الوحيد الذي يمكنه أن يكون قاطرة التنمية الوطنية و دعا في هذا الصدد الدولة الجزائرية إلى الاضطلاع بمهمة الاستثمار مؤكدا أن ذلك من مسؤولياتها و أضاف أنه لا أحد يعقدنا في هذا الاتجاه لكي يبقى الاستثمار حكرا على الأجانب و حدهم وتساءل بدر الدين ، «لماذا لا تستورد الدولة الدواء و مواد أخرى ؟ بينما يستفيد بعض المتعاملين من أموال الخزينة العمومية للاستيراد من الخارج» و في هذا الصدد أثنى مستشار سيدي السعيد على قرارات الحكومة القاضية بتقليص قائمة المواد المستوردة مؤكدا أن الجزائر سيدة في قراراتها و لا أحد يملي عليها ماذا تستورد
ومن أي بلد ؟ !.
و في رده على سؤال جريدة الشعب عن اتفاقية الشراكة الموقعة بين مركب الحجار للحديد و الصلب و مستثمر من دولة الإمارات العربية الشقيقة ، ثمن بدر الدين الاتفاقية التي قال أنها تقضي بمساهمة مؤسسة الحجار بقطعة أرض لبناء مصنع جديد في إطار هذه الشراكة مع الطرف الإماراتي لإنتاج مواد لا يصنعها مركب الحجار مما يسمح حسبه باستحداث مناصب شغل جديدة و يفتح آفاقا جديدة للإنتاج في مشتقات الحديد و الصلب و أضاف أنها صيغة ترضي الطرفين و تراعي مصلحتهما وتجنب الحكومة الجزائرية بتكرار تجارب سابقة للشراكة مع مستثمرين أجانب لم تكن في مستوى تطلعات عمال مركب الحجار.