مسيرة مليئة بالإنجازات قبل وبعد الإستقلال.. لبى نداء الوطن منذ الوهلة الأولى إلتحق برفقائه في فريق جبهة التحرير الوطني سعيا منه للتعريف بالقضية الوطنية ورفع الراية الجزائرية في مختلف الدول العالمية لم يتررد يوما في إعطاء الدعم للكرة الجزائرية لا يتحدث كثيرا هادئ في طبعه عبد الحميد زوبا إسم صنع التاريخ كتب أحرفه من ذهب كما إكتشفنا تفاصيل أدق عنه.
البداية كانت من الأبيار بالعاصمة عندما إتصلت به جبهة التحرير الوطني حينها لبى الدعوة دون تفكير لأنه واجب وطني مثلما كشفه لنا في هذه النبذة حيث عاد بنا إلى سنة 1958 قائلا “إبان الثورة التحريرية كل الجزائريين كانوا مجندين خدمة للقضية الوطنية نتيجة الظلم والفقر والقهر الذي كنا نعاني منه بالنظر إلى التعسف والقمع المنتهج من طرف المستعمر الفرنسي ولهذا كنا مستعدين من أجل تقديم الدعم في أي لحظة نتلقى الدعوة من جبهة التحرير الوطني لأننا كنا جاهزين فكريا وجسديا خاصة الشباب”.
واصل ضيفنا قائلا وهو يستذكر مراحل إلتحاقه بأول فريق في كرة القدم مثل الجزائر في فترة جد صعبة “ نحن كنا مجندين قبل أن نتنقل إلى فرنسا لأننا نشأنا في ظروف قاسية جدا، الفقر، المأساة، إنعدام كل مؤهلات الحياة، كل هذه الأمور جعلتنا نكبر وزادت من وعينا حول القضية الوطنية أما عن مراحل إلتحاقي بفريق جبهة التحرير الوطني، وصلتني رسالة من قادة جبهة التحرير الوطني في شهر جوان 1958 أي في نهاية الموسم الكروي من طرف محمد وعلي كنت خلالها ألعب في فريق نيورت”.
واصل أبرز أعضاء فريق جبهة التحرير الوطني قائلا “حدد لي محمد وعلي موعد لقائنا وكان على الساعة الـ 12:00 بمقهى “لوقلاسيي” وتنقلت ووصلت في الوقت المحدد لكنه تعمد تركي أنتظر إلى غاية الـ 13:30 رغم أنه كان موجود بعين المكان من أجل إختباري وفي نفس الوقت خوفا من إكتشاف المستمعر لنا ولما تحدث معي إبتسمت فهم القصد وبعدها طلب مني أن أقرر فورا دون تأني خشية من حدوث أمور قد تعرقل المهمة أو إستشهاده وقال لي “الجبهة تريد خدماتكم” وبالفعل قبلت الدعوة وهنا بدأ المشوار “.
أضاف محدثنا قائلا “إلتقينا في المقهى وكنا 7 أشخاص في حدود الساعة الـ 12:15 التي غادرناها تباعا إثنان بعد إثنان باتجاه بروكسل والسائق كان محمد سوكان في ذلك الوقت ولكن فيما إقتنينا سيارة أجرى حتى نتفادى إكتشاف أمرنا وهناك إلتقينا مع شقيقه عبد الرحمان الذي لم يكن يحمل الوثائق وهنا وقعت مشكلة حتى نغادر إلى روما الإيطالية ولكن كان هناك ممثلين عن جبهة التحرير الوطني قاموا بمساعدتنا على الوصول وفي كل مرة كانوا يتغيرون وبالفعل وصلنا إلى إيطاليا وإلتقينا في المكان المحدد حيث كان هناك بولحروف ومن هناك تنقلنا إلى تونس عبر أفواج كل فوج يتكون من 10 عناصر”.
بتأثر كبير لمسناه من عبد الحميد زوبا أكمل لنا المسار قائلا “تمكنا من الوصول إلى تونس آمنين وفور وصولنا إلتقينا مع كريم بلقاسم كانت أول مباراة ودية لنا بهذا البلد الشقيق ثم ليبيا وهكذا كانت الخطوة الأولى لي مع فريق جبهة التحرير الوطني حيث لعبنا عدة لقاءات ودية في مختلف البلدان العربية منذ سنة 1958 والحمد لله تمكنا من رفع الراية الوطنية وكنا بمثابة سفراء حقيين لبلدنا وقضيتنا وعرفنا بها للعالم ككل لأننا كنا نرفض اللعب قبل رفع الراية الوطنية”.