لا شك أن المرأة لم تعد فاعلا في الحياة الاجتماعية بمنظورها التقليدي الضيق ولكن اصبحت فاعلا في المشهدين السياسي والاقتصادي على حد سواء وأصبحت مساحة مشاركتها في مختلف اوجه الحياة تزداد اتساعا تدريجيا الى أن اصبح لها دور يضاهي دور الرجل بل تفوقت عليه في الكثير من المجالات.
اليوم أصبح الحديث عن المقاولاتية النسائية وكيفية تشجيع المرأة ليس فقط التي تمتلك مشروعا ولكن حتى التي تحمل مشروعها كمجرد فكرة في مخيلتها حيث أصبحت هناك آليات لمساعدتها على تجسيد تلك الفكرة على أرض الواقع وفي هذا الصدد استحدثت الامم المتحدة مشروعها للتطوير الصناعي والمقاولاتية لدى المرأة.
التونسية دوجة غربي ممثلة مشروع الامم المتحدة للتطوير الصناعي استضافتها جريدة الشعب ضمن ركن «ضيف الشعب» - الذي يستضيف فاعلين في مختلف المجالات والميادين - وخلال هذا اللقاء الذي جمع الطاقم الصحفي للجريدة مع الخبيرة في مجال تطوير ريادة الاعمال عند المرأة دوجة غربي تطرقت الى الخطوط العريضة لهذا البرنامج الاممي الذي تشرف على متابعة تنفيذه في سبع دول عربية من ضمنها الجزائر التي انضمت الى المبادرة قبل ثلاثة أشهر، وفي هذا الصدد قالت غربي أن المشروع يهدف بالأساس الى تطوير ريادة الاعمال لدى المرأة ولتفصل في المحاور الثلاثة التي يرتكز عليها هذا الأخير.
أما المحور الاول - حسبها- يقوم على مشاركة الفاعلين العام والخاص بالإضافة الى المجتمع المدني وكذا المؤسسات الرسمية وهنا أكدت غربي أن الرهان كبير على هذه الفواعل للتمكين للمرأة المقاولة وتطوير ريادة الاعمال لديها على اعتبار أن هذه الفواعل سابقة الذكر يمكنها أن تساعد بشكل لافت في فتح الابواب اما المرأة ومساعدتها على تحقيق ذاتها من خلال مساعدتها على تطوير القدرات النسوية علاوة على انها تعتبر قوة اقتراح معتبرة يمكنها أن تسهم في كيفية تطوير الدور الاقتصادي للمرأة.
المستوى الثاني أو ما اسمته السيدة دوجة غربي فانه يتمثل في التعامل والتعاطي مع المعنيات مباشرة ويتعلق الامر بالنساء المقاولات وتزويدهن بالأدوات اللازمة لتطوير وتوسيع مشاريعهن وهنا اشارت الى أن هناك خاصية في الجزائر تتمثل في تبني مجموعة من الجمعيات للمشروع وهي تعمل على تنفيذه عبر العديد من الولايات في الجزائر من خلال الوصول الى الفئات النسائية المستهدفة عبر هذا البرنامج.
أما المستوى الثالث من تنفيذ هذا المشروع فانه يستهدف المرأة بشكل مباشر سواء تلك التي تمتلك وتسير مؤسسة وتعمل على توسيع نشاطها وتطويره أو النساء الحاملات لأفكار مشاريع ويبحثن عن كيفية تجسيد تلك المشاريع فان البرنامج مهمته مساعدتهن على وضع مخطط عمل لتجسيد تلك الافكار على ارض الواقع.
ممثلة الامم المتحدة لبرنامج التطوير الصناعي والمقاولاتية النسائية السيدة غربي دوجة، قالت ان البرنامج يراهن بشكل كبير على الشبكات والدور الذي تلعبه في المضي قدما بالبرنامج وتطبيقه وأكدت في الصدد أن الشبكات يمكنها أن تزيد من العلاقات بين المعنيين وخاصة على الصعيد الثنائي حيث يمكن ان تساعد على تنظيم لقاءات ثنائية تجمع امرأتين من مناطق وبلدان مختلفة حول مشترك او في اطار تبادل الخبرات والسلع والخدمات.