قالت الرئيسة المديرة العامة لجريدة “الشعب” أمينة دباش، أمس، في ندوة تاريخية حول ذكرى أول نوفمبر نظمها المتحف الجهوي للمجاهد بالمدية، إن عاصمة التيطري “دفعت هي الأخرى خيرة أبنائها من أجل أن نعيش أحرارا”، كما أن الثورة الجزائرية يجب أن نفتخر بها، كونها “منحتنا أكثر من خارطة طريق ورسخت فينا الروح النوفمبرية التي جعلت منا الدرع الواقي والعين الساهرة على كل شبر من بلادنا”.
ذكرت دباش الحضور من نواب وسلطات محلية وأفراد الشرطة وممثلي الأسرة الثورية والطلبة الجامعيين بما عاشه الجزائريون من محن حيث قالت “لقد أثبتنا ذلك من خلال العشرية الحمراء حينما كنا بلدا تستهدفه الفوضى والربيع الأسود الذي زعزع وحاول تفتيت بلدان بأكملها “، مضيفة أن الإعلام الجزائري كان دائما جنبا إلى جنب مع هذا الوطن” لقد وظفنا أقلامنا خدمة للوطن سواء في المجال السمعي البصري أو في الصحافة المكتوبة التي أترأس إحدى أعتق عناوينها ألا وهي صحيفة “الشعب” الغراء وليدة الاستقلال والتي حاول البعض إخماد صوتها إلا أنها استرجعت أنفاسها لتبعث من جديد سواء فيما يخص نسختها الورقية أو كجريدة رقمية تتأقلم مع التطورات التكنولوجية الحديثة بفضل طاقهما المركزي وشبكة مراسليها، إذ تواصل أكثر من أي وقت مضى في مرافقة تطورات بلادنا واضعة بذلك المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار بكل احترافية ووفق ما تتطلبه الأخلاق المهنية دون قذف أو إثارة بانتهاج أسلوب الإنتقادات البناءة”.
وبعثت الرئيسة المديرة العامة لجريدة “الشعب” بهذه المناسبة تحية إكبار وإجلال إلى الجيش الوطني الشعبي قيادة وأفرادا وكل الأسلاك الأمنية التي تقوم ليل نهار بمهامها النبيلة من أدنى إلى أقصى حدود التراب الوطني، مشيدة في كلمتها بسياسة المصالحة الوطنية التي أقرها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والتي أصبحت حسبها مثالا يقتدى به جهويا ودوليا، مطالبة ونحن في معترك انتخابي محلي هام بضرورة إحداث ثورة مكملة لثورة نوفمبر المجيدة ألا وهي ثورة تنموية حتى لا يبقى تطور بلادنا رهين أسعار المحروقات خاصة وأننا ننعم بثروات تنتظر سواعد مخلصة للخروج من هذه الضائقة التي تعد سحابة عابرة، علينا أن نحسن التدبير والتسيير، شاكرة والي الولاية على إشرافه على هذه الإحتفائية بما في ذلك مدير متحف المجاهد وكل المجاهدين وتلميذتها وصديقتها رشيدة بلقاسم مديرة الإذاعة بالولاية بصفتها صحفية محترفة ونشيطة.
على صعيد آخر بعثت نادية لعبيدي وزيرة الثقافة سابقا تحية احترام إلى كل من الصحفي عبد النور هني والمخرجة أمال جبروني لمساهمتهما في إنتاج فيلم قصير بعنوان “ثورة أخلاق”، باعتبار أن الثورة التحريرية بنيت على أشلاء وتضحيات الشهداء، مؤكدة في كلمتها بأن مديرة الإذاعة تهتم بالشأن التاريخي كونها نتحدر من عائلة وأسرة ثورية، مشيرة إلى أن الثورة الجزائرية كانت أيضا مبنية على الأخلاق، داعية الحضور إلى عدم نسيان الشهداء لأنه بفضلهم نحن نعيش في هذه الجزائر الحبيبة، فضلا عن حماية الجزائر بالأخوة لكون الأخوة هي أكبر سلاح للتماسك وديمومة البلاد، موضحة في هذا المقام بأن الجزائر تطورت وهناك أحزاب وتنوع في الأفكار بحيث يجب على كل القوى الوطنية أن تتوحد وفق الروح الوطنية والأخوة والأخلاق السامية، إذ لا يمكن لنا أن ننجح كسياسيين بدون الأخلاق، معتبرة بأن الإنتخابات المحلية هي مرحلة مهمة ودون هذه الأخلاق فلا معنى ولا مغزى لها، حاثة على ربط الممارسة السياسية بالأخلاق مع وجوب وضع كل أعيننا على مصلحة الشعب، من منطلق أن الإرادة الحقيقية تهدّ الجبال، ناعتة الثورة الجزائرية بأنها كانت وستبقى مرجعية لبلادنا ولكل الجزائريين ولكل البلدان الأخرى التي عاشت الإستعمار والإهانة الكبرى.
ونبهت لعبيدي مستقبليها إلى ضرورة التذكر بأن الحرب التي قادها الثوار الجزائريون هي متكاملة، إلى جانب وجوب استخلاص العبر منها ومن التاريخ من خلال نقطتين أولاها التأكيد على أن كتابة التاريخ مرتبطة بالعمل السينمائي الحقيقي إذ أن كل ما قمنا به من أفلام فهو قليل، لأجل ذلك يجب الإعتماد على كل الفنون من أجل صون هذه الشعلة، علاوة على أن منطقتي أدرار ورقان لم تأخذا حقهما مما حدث هناك، لوجود شباب ما يزالون يعانون إلى يومنا من آثار التجارب النووية بسبب استعمال المستعمر الفرنسي للمجاهدين كأدوات بشرية في التجارب النووية، مطالبة السلطات بأن تكون لهذه القضية ذكرى خاصة بها.
للعلم بأن هذه التفاعلية التي استحسنها الطلبة والطالبات الجامعيون، تخللها طرح الكثير من الأفكار من الباحث محمد بغداد والنائب عن حزب جبهة التحرير الوطني محمد كاديك.