دعا البروفيسور حسان مغدوري، من منتدى “الشعب”، المختصين والباحثين والأساتذة والإعلاميين إلى ضرورة ضبط المصطلحات التاريخية التي تضمن رصد حيثيات وحقائق ما جرى في الحقبة التاريخية العسيرة التي مرت بها كل منطقة من ربوع الوطن، وذلك عبر محطات ستبقى راسخة في التاريخ بدون تحريف أو تشويه.
شدد البروفيسور حسان مغدوري، خلال المنتدى المنظم بمناسبة الذكرى 77 لمجازر 8 ماي 1945، على ضرورة الالتفاف حول صياغة التاريخ وضبطه في خطاب وقف وتحري عن كل مصطلح وكل صياغة ستتداولها الأجيال، مع التحقق من خلوها من أي تدليس أو تشويه، وهذا في إطار عمل هيكلي مؤسساتي، استشاري في سياق يمكننا من تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة التي هي في واقع الأمر نقع فيها وتقع في المحظور بمجرد أن تعتمد هذه المصطلحات. في ذات الصدد، نوه ذات المتحدث باهتمام الاستعمار الفرنسي بتاريخ الجزائر أيما اهتمام، وما حوته هذه المادة الحية غير القابلة للانصهار جعلها تتحرى كل المصادر والوثائق لتوظفها لصالحها، كما جاء على لسانه في هذا السياق: “إن الاستعمار الفرنسي اهتم بالتاريخ اهتماما كبيرا وأنشأ مدرسة أسماها “مدرسة التاريخ الاستعماري” التي اهتمت بكتابة تاريخ الجزائر منذ الجذور وهي التي عمدت إلى صياغة هذا التاريخ وفق خطاب يتضمن استخدام سلسلة من المصطلحات، مجرد استعمالها يؤدي بنا في النهاية إلى مخارج غير محمودة بالنسبة للمحافظة على الذاكرة الوطنية”. كما أضاف ذات البروفسيور، “يكفي أن الفرنسيين مازالوا متمسكين بنعت مجازر 8 ماي 1945 بـ “أحداث 8 ماي 1945”، ما يعتبر نوعا من الحيادية، حيث لا يريدون التصريح بأن هناك مجازر ومدبرة، وتم الاستعداد لها من طرف مختلف الوحدات العسكرية البرية والبحرية والجوية، إضافة إلى فعل المستوطنين”. في سياق متصل، أكد المتحدث أن المصطلح اليوم هو رهان بالنسبة للدولة الجزائرية، وعليه فيجب على الخطاب الإعلامي أن يحترس ويتبنى خطابا تاريخيا متوازنا، يكرس مصطلحات مدرسة التاريخ الوطني ولا يجتر مصطلحات مدرسة التاريخ الاستعماري. كما أضاف أيضا، بأنه يجب إنشاء خلايا من المختصين في مجال التاريخ يعمدون إلى توجيه وإلى تهذيب وإلى تعديل وتصحيح بعض المصطلحات التي تتردد في الخطاب الإعلامي، فهي تمثل انتهاكا صارخا بالنسبة للذاكرة الوطنية.
وعليه شدد البروفيسور بأنه قد حان الوقت أمام التحديات التي تفرضها العولمة التي تحاول أن تجهز تقريبا على الأمم، وحان الوقت أيضا أمام هذه التحديات التي تأتينا من هنا وهناك والتي تذهب إلى إنكار الدولة الجزائرية على الخطاب الإعلامي أن ينخرط كطرف أساسي في إطار تبني خطاب تاريخي يتغذى من وعاء مصطلحات التاريخ الوطني.