أكد السفير الصيني بالجزائر ليان هي، أمس، أن الجزائر شريك موثوق نعول عليه لإنجاح مبادرة «الحزام والطريق»، مبرزا أن آفاق التعاون الثنائية ستكون واسعة وواعدة ضمن المنفعة المتبادلة ببعث شراكة إستراتيجية دائمة، ما دامت الإرادة السياسية لسلطات البلدين تسير في اتجاه إرادة الشعبين الصديقين لأزيد من 70 سنة.
تسعـــى الصــين، بحسب السفـــير ليان هي، إلى جعل الجزائر ركيزة تعتمد عليها في بناء وإنجاح مبادرة « الحزام والطريق » بالنظر إلى موقعها الاستراتيجي في المنطقة ودورها المحوري، ونظرا للثقة الكبيرة التي تحظى بها كونها شريكا محل ثقة منذ أزيد من 70 سنة من العلاقات القوية في كل المجالات.
الدبلوماسي في كلمته، أمس، في منتدى «الشعب» الذي نظم بمبادرة من جمعية الصداقة الجزائرية- الصينية بمناسبة الذكرى 70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية أوضح أن الرغبة التي تحذو سلطات البلدين تؤكد صدق وعمق الصداقة بين الشعبين، وهي شراكة تمتد لسنوات طويلة توجت المسار باتفاقيات تعاون في كل المجالات.
واستعرض سفير الصين دور بلاده في التنمية وتعزيز المبادلات التجارية على المستوى الدولي، الأمر الذي يؤكد نجاح مبادرة الحزام والطريق، بعد تبنيها من طرف 164 دولة ومنظمة عالمية بما فيها الجزائر، قائلا « إن الصين تتمسك بالتنمية والتجارة الحرة والمنفعة المتبادلة»، مضيفا ان هذه الأخيرة هي سياسة العملاق الاقتصادي الذي ينفتح عليه العالم».
كما ابرز الدبلوماسي أن نجاح الصين في السياسة الاقتصادية التي تعتبر الثانية في العالم يأتي بفضل الازدهار والتفتح على كل الدول لان العلاقات المبنية مع كل الشركاء ترتكز على المنفعة المتبادلة والتعايش السلمي مع كل الشعوب، وهو الأسلوب الذي أسهم في نجاح العلاقات مع الجزائر منذ الثورة التحريرية باعتراف الصين بالحكومة الجزائرية المؤقتة غداة تأسيسها في 1958، مثمنا دور الجزائر في مد جسور التعاون الثنائي في السنوات الأخيرة عبر التوقيع على عدة بروتوكولات تعاون تجسد الشراكة الإستراتيجية.
وذكر السفير الصيني أن بلاده تفتح أبوابها لكل الفاعلين الجزائريين لتعزيز التعاون، مبرزا المحطات الهامة التي تبوأت الصين من خلال التقدم الهائل في شتى المجالات، سيما مستويات التعليم الراقية وبلوغ نسب كبيرة في طريق التحول التكنولوجي، الذي يستفيد منه الباحثون الجزائريون عبر آليات التبادل العلمي بين الجامعات الصينية والجزائرية.
وفيما يتعلق بقطاع التنمية ذكر السفير أن سياسة الصين تعتمد إجبارية التعليم لغاية 9 سنوات وهو يشمل 94،2 بالمائة من الأطفال الصينيين، وهذا بعد تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح التي سمحت بتكوين جيل متعلم ومثقف، قاد قاطرة النمو والتطور عبر كل القطاعات، على غرار التفوق الصناعي الرقمي والفضائي بوأها مرتبة متقدمة في كل المجالات الصناعية وأبرزها شركة هواوي في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا وغيرها من الشركات العملاقة.