قال المستشار في الانتقال الطاقوي توفيق حسني، إن الأزمة الاقتصادية التي يعيشها العالم حاليا كانت متوقعة وليست مفاجئة، لكن في ظل غياب إستراتيجية طاقوية، فإن الوضع بدا معقدا، مشيرا أن قرار تأميم المحروقات في 24 فيفري 1971 كان بمثابة ثورة لكننا وضعنا أنفسنا في النهاية أمام حالة انسداد كان يمكن تجنبها.
اعتبر توفيق حسني خلال نزوله ضيفا على “الشعب” أن الجزائر محكوم عليها الشروع في عملية الانتقال الطاقوي فكلما طالت ازدادت صعوبة لأن العالم يتحرك بسرعة فائقة، ويتعين علينا استغلال الظروف الراهنة للانطلاق في عملية تحويل جذري لنمط الاستهلاك الطاقوي، والتكيف مع المعطيات الدولية الراهنة خاصة بعد الاتفاقات التي أبرمتها الجزائر مع بلدان العالم لتخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى التزام الدستور الجزائري في بعض نصوصه بضرورة استغلال الطاقات المتجددة والحد من التلوث.
وأضاف حسني أن الظروف السائدة في سنوات الثمانينيات تختلف كثيرا عن الوضع الراهن الذي يعرف جملة من الأزمات لاسيما في السنوات الماضية أخرها الأزمة الاقتصادية التي أربكت العالم ، بما فيهم الخبراء والاقتصاديون الذين أصبحوا بعيدين كل البعد في تحليلاتهم وانتقاداتهم عن أرض الواقع لان ثقافة هؤلاء الخبراء لاتزال مبنية على معطيات منتهية الصلاحية على غرار التغير الاقتصادي ونظام الأسواق في وقت يشهد فيه العالم ثورة جديدة تتمثل في الذكاء الاصطناعي الذي أصبح أحد مقومات قوة الدولة بمفهومها الشامل
وأكد في الختام أن قوة الدولة لم تعد اقتصادية أوسياسية فقط، بل أصبح التطور التكنولوجي وأنماطه وأشكاله المختلفة أبرز سمات قوة الدول في العصر الحديث وسيكون له انعكاسات على الاقتصاد العالمي الذي كان مبنيا على 65 بالمائة من سعر الدولار قبل أن يشهد سوق النقود في الفترة الأخيرة توازنا على غير العادة بعد فرض بعض العملات لنفسها في الأسواق العالمية على غرار اليوان الصيني واليورو.