الإرهاب الفكري أخطر من إرهاب السلاح
أجمع أئمة ومشايخ دول الساحل وجنوب الصحراء القادمون من مالي، النيجر، غامبيا وموريتانيا في تصريح لـ “الشعب”، أمس، على هامش المنتدى على استفادتهم كثيرا من الدورة التكوينية التي احتضنتها الجزائر لفائدتهم حول محاربة التطرف والإرهاب، وكذا نشر ثقافة السلم والأخوة، عازمين على تلقينها لشباب بلدانهم حين عودتهم لتحصينهم، مشيدين بتجربة الجزائر في محاربة الإرهاب من خلال سياسة المصالحة الوطنية.
محمد حيدرة من دولة مالي: إستفدت كثيرا من دورة تكوين الأئمة في الجزائر خاصة الدروس التي ألقاها المدرسون بالتفسير الكامل حول محاربة الإرهاب والتشدد، قائلا: “فهمناه بكثرة الدروس، لأن الإرهاب الفكري أقوى من إرهاب السلاح”، مضيفا أنهم كأئمة لهم دور في نشر ثقافة السلم والمصالحة وأفكار الدين السمحاء، إذا رجعوا إلى بلدهم وتدريسها لأبنائهم من على منابر المساجد، كما أشار إلى أن تجربة الجزائر في سياسة المصالحة الوطنية هي أقوى سيأخذها كنموذج لتطبيقها.
- محمد الأمين من موريتانيا: فرحنا بتواجدنا بهذا البلد المبارك، تلقينا تكوينا مفيدا من خلال الدروس التي تحث على قيم التسامح ونبذ التطرف، سننشرها ونلقنها في مدارسنا ومساجدنا بمجرد عودتنا إلى موريتانيا.
- إليمان أبوبكر داود تال من موريتانيا:
يأمل أن تكون أفكار المصالحة والسلم متواصلة مع جميع الدول الإفريقية وبقية دول العالم ونشر أفكار الأخوة فيما بينهم، وأن يكون إندماج بين العالم كله، وبحسبه فقد استفاد غاية الاستفادة من الدورة التكوينية بالجزائر، لأنه وجد شعبها محبا لله والفكر المعتدل والعلم والأخوة فيما بينهم، قائلا: “استفدنا من الدورة التكوينية وعرفنا أسلوب الدين الصحيح ضد الإرهاب الذي يشوه دائما الأمة الإسلامية والمسلمين في جميع أنحاء العالم، إذا عدنا إلى ديارنا سنظهر هذه الأفكار لتحصين شبابنا”.
الحمد لله موريتانيا لا يوجد فيها التطرف، لكن لا نستطيع أن نجلس حتى يصلنا التطرف يجب أن نعد له ونردهم بالأفكار وتعليم الصبيان والفقراء لكي يكون دينهم لازما في أفكارهم وفي دمائهم وجولاتهم وحركاتهم وسكناتهم، لعل غدا إذا أراد أن يتغلغل الإرهاب لمنطقتنا يجد الناس متحصنين بدين الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ضد التطرف والعنف والإرهاب، ولا يجد سبيلا للدخول إلى إخواننا بالدول الإفريقية.
- أحمد تيجاني سي من السينغال:
لقد فرحنا كثيرا مما رأيناه من تمسك الجزائريين بدينهم وحبهم القوي، وعرفنا معنى القوة في قوله تعالى: (وأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ * وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)، صدق الله العظيم.
هذا الفكر الجيد سنتمسك به حتى ننقله إلى بلادنا، كما يقول الأيدي تغسل بعضهما، ونجمع شبابنا ونزودهم بالفكر الصحيح الذي تلقيناه من شيوخ الجزائر، هذا البلد شعبه طيب، هذه الدورة التكوينية ستنتج ثمرة طيبة.
أنا أنتمي إلى الطريقة التيجانية المعروفة بإرساء روح الأخوة، لأن الشيخ التيجاني يقول ليس لنا عدوا في الطريق إلا الشيطان، كل الناس هم إخواننا نعتبرهم أشقاء من أب وأم، ليس في الطريقة التيجانية ما يشبه التطرف، ولا نلقنه إلى تلامذتنا، فالشيخ التيجاني يبني أسلوبه على الوسطية والاعتدال.
نعمل بالتنسيق الجيد مع كل الطرقية في منطقة الساحل وجنوب الصحراء، فهناك توافق تام.
- مالك جيكوب من السينغال: سعيد بالتواجد بالجزائر أرض السلام والأخوة والتسامح، بحيث مكنته الدورة التكوينية من الاستفادة من دروس حول محاربة التطرف والتشدد والتزود بقواعد الشريعة الإسلامية الصحيحة الخالية من العنصرية والتطرف، لينشرها وسط شباب وطنه.
علينا أن نكون جبهة واحدة وبمرجعية دينية موحدة
- تشامي صالح تورة من موريتانيا:
أظن أن محاربة الإرهاب من نعمة الفكر، استفدنا كثيرا من هذه الدورة التكوينية ولابد على الإخوة أن يكونوا جبهة واحدة متحدة وسينقلبون على عدوهم، لابد أن ندرس فكر التسامح ونبذ العنف والتطرف في مدارسنا وخاصة داخل بيوتنا، لأن الإرهابيين يستهدفون الفقراء والشباب الذي لا يقرأ، لابد أن ندعم أبناءنا ونرجعهم إلى ديننا الحقيقي الذي هو دين السلم، الجزائر دولة جيدة وشعبها طيب، أكرمونا حتى شعرنا أننا في بلدنا.
-محمد منصور سالم من السينغال:
استفدنا بأمور كثيرة ومهمة من هذا التكوين، أولها سماحة الإسلام والتسامح مع الآخر، وكذا وجوب توحيد المرجعية بين المسلمين التي هي مرجعية واحدة في الاعتقاد والسلوك والفقه والاتجاه الروحي كما نسميه في الصوفية، هذا ما يعزز ويقوي إتحاد المسلمين ووحدة مرجعيته في الاعتقاد والسلوك، الظاهري والباطني لمحاربة من يحاولون تشويه ديننا الحنيف.
البعد الروحي للصوفية هو أنه لابد للإنسان أن ينزع من قلبه الغل والحقد وأن يكون سلوكه الروحي صوفيا، حتى يعرف أن الله قد كرم الإنسان، وبني أدم، ولولاه لم يكن مسلما ويكنّ حبا لجميع المسلمين، لأن المؤمنين إخوة قبل أن يصل إلى حب الترابط لطريقة معينة.
- مصطفى غي من غامبيا: نشكر الجزائريين في سعيهم المحمود من خلال هذه الدورة التكوينية، منذ دخولنا إلى هذه البلاد الطيبة النيرة وجدنا فيها أناسا ما شاء الله في توادّهم وتراؤفهم، كما يقول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”، صدق رسول الله الكريم.
لمست ذلك في الجزائريين الذين يتعاملون مع بعضهم ببساطة واستفدنا من دورتنا التكوينية حول التطرف وهو مهم جدا، لأن هذه المسألة مرض يصيب الكثير من بلداننا، فقد انتشرت الجماعات الإسلامية المتطرفة في العالم ويطلقون تسميات على أنفسهم، ونحن جميعا مسلمين نؤمن بأن الله واحد ونبينا واحد، لا شيء يفرقنا كلنا مسلمون لأن الله أكرم بني أدم.
هذا النوع من التكوين رأيته في الجزائر فقط، سنواصل التراحم الذي رأيناه في الجزائر وننقله لغامبيا، نتمنى لكم السداد في أموركم.
- محمد منير تانفي من مالي: استفدنا كثيرا من هذه الدورة التكوينية وتعلمنا أن الجهاد ليس بالسلاح، بل بالعلم والدين وهو الوسطية. سنواصل نشر فكر السلم والمصالحة في بلدنا، في سبيل الدعوة لتحصين شبابنا الذي أصبح مهددا بسبب ما تشهده المنطقة من انتشار للجماعات المتطرفة.
- علي ساخو من غامبيا: علماء الجزائر أفادونا كثيرا خاصة في كيفية الدعوة. الجهاد هو الدعوة إلى الله تعالى بالعلم والحكمة وتزكية النفس، وجميع أنواع السلوكيات. يجب على الجميع أن يعتصموا بحبل الله لدفع الشرور وأولئك الذين يبثون أفكارا مسمومة تعارض تعاليم ديننا الحنيف ومعتقدات المسلمين، اتحادنا سيكون ثمرة.
حين عودتنا سنعمل ما استطعنا حتى يسمع كل علمائنا ما تعلمناه من دروس في الدين الصحيح خلال هذه الدورة التكوينية. نشكر رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ووزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى على هذه المبادرة الطيبة.
- سيدي محمد ماجا من مالي:
هذه الدورة التكوينية سمحت لنا بالاستفادة من أسلوب الدعوة وتلقين الدين الصحيح الذي لم نكن نعرفه من قبل. كما تعرفنا على تجربة الجزائر في كيفية مكافحة التطرف والتشدد.
التسامح الموجود في الجزائر لم نجده عندنا، في السنوات الأخيرة تغلغل هذا المرض الفتاك إلى نفوس الشباب بالمنطقة، لذلك لما دعينا لهذا التكوين فرحنا. نشكر الشعب الجزائري وعلى رأسهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وندعو له بالصحة الكاملة.
نضم شيوخ وأئمة الساحل والصحراء بجريدة «الشعب».
أبيات شعرية في مدح الجزائر
زرنا الجزائر حتى المتحف النخب إن الجزائر في أحوالها العجب
طاب البقاع وطاب الجو والعمل فاز الجزائر ذا الجغرافيا والوطن
صمودكم وجه أعداء فقهقرا مستعمر الأرض يا فوزا لكم ظهرا
جبالكم والتلال مثل شعبكم بشارة حبا وترحابا بضيفكم
لا عيب فيكم سوى من زاركم وطنا ينسى البلاد وينسى الأهل والسكن
لم لا فقد كان هذا القطب ينتقب بأرضكم أرض علم الدين والأدب
أعني التيجاني وغوث العارفين بلى شيعني أبي الخير من فيضانه هطل