وصف أحمد تيجاني، إمام مسجد بالسنغال، الدورة التكوينية التي نظمتها الجزائر لفائدة الأئمة التيجانيين لدول الساحل (مالي والسنيغال وموريتانيا وغينيا)، ناجحة بامتياز، كونها تساهم في جعلهم مراجع دينية في اجتثاث التشدد والرجوع إلى الإسلام الوسطي المعتدل، فضلا عن اجتثاث التشدد والوقاية منه، خاصة في أوساط الشباب والرجوع إلى مبادئ الإسلام الوسطي المعتدل وعلى تقوية الرابطة الموحدة بين الجزائر ودول الساحل.
أضاف تيجاني في كلمة ألقاها باسم زملائه الأئمة خلال منتدى الشعب: «لقد استفدنا في هذه الدورة التكوينية القصيرة ما لا يستنبط في عمر طويل، فقد رأينا ووعينا وعزمنا وحزمنا في نفس الوقت على الامتثال والعمل بما مارسنا في تشكيل الشخصية الوطنية والمواطن في الإسلام على سيرة النبي (ص)، بداية من معالم خاصية الوسطية والاعتدال في الإسلام مرورا بالحفاظ على الهوية الإسلامية في ظل تحديات العولمة المرتكزات على النصية لدعوة التطرف العنيف وإلى غاية حقيقة الجهاد وضوابطه ومصدر تنوعاته».
أوضح إمام مسجد بالسنغال أن الدورة التكوينية سمحت للأئمة بأن يدركوا أن عدة مجالات مستنبطة من العقول السليمة والأفكار البعيدة من الغلو والتشدد وجميعها تحذر من خطورة الإرهاب والتطرف ومصدرها ومرجعيتها لا الله إلا الله وأن هدفها الاعتدال والوسطية في الأمور كلها لقوله(ص): «خير الأمور أوسطها»، مؤكدا أن بين الأمور المهمة التي استخلصها الأئمة خلال هذه الدورة هو أن الجهاد الحقيقي هو التسلح باللسان والعلم لا التسلح بالجزام الناصف.
وأشاد الإمام بالمرجعية الدينية التاريخية للجزائر ومنطقة الساحل إلى جانب السياسة الحكيمة التي انتهجها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في قيادة البلاد إلى بر الأمان وتحقيق الازدهار قائلا: «الرئيس بوتفليقة أتعب من يأتي بعده بفضل إنجازاته، جهده واجتهاده وحبه لوطنه العزيز، أدام الله صحته ومتعه بعمر طويل حتى يوصل غايته لأرض الجزائر أرض الشجاعة والشرف، فجزاه الله خير الجزاء وسدد سعيه وخطاه».
هذا واختتم تيجاني كلمته بإلقائــــه قصيدة شعرية يمدح فيها الجزائر ويعبر من خلالها عن فرحته وحبه لبلدنا الذي أصبحت مرجعيته الدينية الوطنية مرجعية عالمية، بل أكبر من ذلك تحولت إلى مدرسة لمحاربة التطرف والتشدد والوقاية منها، على حد قوله، بدليل أن الكثير من الدول أصبحت تستفيد من تجربــة الجـــزائر في هذا المجال.