ساندنا رئيس الجمهورية منذ عشريتين ولازلنا
«ندوات منتدى الشعب مهمة، لأنها تفتح كل مرة النقاش على قضايا الساعة عارضة الأسباب والحلول لتعقيدات الظرف، منها بالخصوص ما تم، أمس، من مداخلات حول المرجعية الدينية للجزائر التي تستدعي السير عليها واعتمادها منهاجا في المعادلة الوطنية التي ترى في الدين عبادة وسلوكا وتسامحا، بعيدا عن التطرف والغلو وما إلى ذلك من قيم يروجها خطاب تكفيري يشكك في انتمائنا وهويتنا”.
هذا ما ذكر به محفوظ طيلب رئيس الفيدرالية الوطنية لأبناء الشهداء في تصريح لـ “الشعب”، منوها بجدوى المصالحة الوطنية التي بادر بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة والتي زكاها 97٪ من الجزائريين، ليس فقط في وقف نزيف الدم والعودة بالبلاد إلى سابق عهدها من الاحترام في عصبة الأمم، بل ثقافة مشبع بها تمارس في الميدان ولا تبقى مجرد شعار يرفع.
وبفضل هذه المصالحة الوطنية التي جاءت مكرسة لاستتباب الأمن والطمأنينة في النفوس، صارت الدول تتهافت على هذا الخيار وتراه أفضل أسلوب لعلاج مشاكل وأزمات مركبة ومعقدة.
من هنا كان تدخل وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى صريحا في منتدى “الشعب”، مرافعا للتعايش والتسامح والتصالح بين الجزائريين الذين خرجوا من عشرية سوداء صعبة، ساهم في تغذية التناحر وأشعل فتيل العنف خطاب تكفيري داس على قيم تربينا عليها قرونا من الزمن ونعيرها الاهتمام والعناية إلى حد القداسة.
إنها قيم تستدعي الترويج من الخطاب المسجدي الذي يحمل بدوره مسؤولية توجيه الشباب نحو أصول الدين السليمة ومعانيها الصحيحة ومرافقتهم في تجاوز صعوبات الحياة بحثا عن حلول واقعية، بدل التفكير في المغامرة وركوب زوارق الموت جريا وراء الأحلام والأوهام.
على هذا النهج تسير الفيدرالية الوطنية لأبناء الشهداء متشبعة بقيم التسامح والتصالح في فتح قنوات التواصل والاتصال مع الشباب عبر لقاءات قاعدية في عدة ولايات، آخرها لقاء البويرة، شهر أكتوبر الماضي، مؤكدة للحضور على التكاتف والتلاحم لمواجهة حملات تشكك في كل إنجاز وتروج خطأ إلى الهجرة غير الشرعية.
وتم التأكيد من خلال هذه اللقاءات التي تعد للفيدرالية ورشة بناء ومرافقة، على الحذر من الحملات المروجة عبر شبكات التواصل الاجتماعي من عصابات تتمادى في مغالطة الشباب بحلول وهمية لصعوبات تعترض حياتهم اليومية وتعدهم بفردوس النعيم في الضفة الأخرى، مقدمة لهم بدائل أكثر واقعية تتولاها بالدرجة الأولى الجهات المعنية التي عليها أن تأخذ ظاهرة “الحرقة” مأخذ الجد باعتبارها تدرج ضمن تدابير تعزيز الجبهة الداخلية.
من جهة أخرى عرج طيلب في تصريحه لـ “الشعب”، على موقف الفيدرالية من القضايا الراهنة، حيث شدد على أهمية إجراء الاستحقاقات الرئاسية في وقتها مثلما قررها رئيس الجمهورية باستدعاء الهيئة الانتخابية، مؤكدا على استقرار مؤسساتي وتواصل مسار ديمقراطي تعددي. وهذا الموقف ظلت الفيدرالية متشبعة به وفية لخياراتها الوطنية منذ تأسيسها سنة 1996 حيث ظلت إلى جانب رئيس الجمهورية مدعمة لبرامجه على مدار عشريتين ولازالت إحدى القنوات المساندة لكل ما يقرره، اليوم وغدا.
وحرص طيلب التأكيد على أن الفيدرالية مهتمة بهذه الصيرورة وتعمل على تجنيد منخرطيها في هذه الحركية حاثة إياهم على أن يكونوا في الصفوف الأولى، تجنيدا ومشاركة، لتجديد العهد من أجل الاستمرارية في جزائر تنعم بالاستقرار والأمن. وهي استمرارية ضرورية لمواجهة التحديات التي تواجهها البلاد دأبت الفيدرالية على المطالبة بها، باعتبارها من ثوابت قيمها ومرجعيتها وخطها الوطني الذي يحاول انتهازيون مطرودون من تنظيمات أخرى، عبر تصريحات غير أخلاقية، القفز عليها والاستحواذ على الفيدرالية التي تعلو ولا يعلى عليها.