«أكاديمية باريس» لا وجود لها و التسمية مجرد خطإ شائع

الجنرال بيجو عمل على تقسيم الجزائريين إلى شعبين

أمين بلعمري

تناول الكثير من الباحثين والإعلاميين في مقالاتهم الدور الذي لعبته الأكاديمية البربرية بباريس وانقسموا حوله إلى فريقين، واحد أثنى على ما لعبته هذه الأخيرة في تعليم اللغة الامازيغية وترقيتها من خلال ما كانت تقوم به عبر المطبوعات التي كانت ترسلها إلى الجزائر لتدريس الأمازيغية، بينما اعتبرها فريق آخر هيئة قامت بأدوار مشبوهة برعاية دوائر فرنسية وظّفتها لضرب وحدة الشعب الجزائري وتشويه حقائق تاريخية تتعلق بالهوية الامازيغية ومنها تشجيع كتابتها بالحرف اللاتيني والترويج أن هذا الحرف هو كتابة هذه اللغة ؟.
بين هذا وذاك  أكد الدكتور والباحث المختص  في المسألة الامازيغية، الدكتور امحند أرزقي فراد أن هذه التسمية هي من الأخطاء الشائعة و المتداولة متحديا كل المؤرخين اثبات العكس أو إظهار أي نص قانوني أو أي وثيقة تثبت وجود هذه الأكاديمية أو إعطاء عنوان لمقرها بباريس ؟ كما أكد فرّاد أنه لا يتكلم من فراغ ولكنه ينقل ما جاء على لسان أحد مؤسسي الجمعية البربرية ومسؤولها المالي آنذاك وهو المجاهد وضابط جيش التحرير الوطني، بسعود امحند أعراب الذي صرح  أن إطلاق تسمية أكاديمية على الجمعية كان من باب التفاؤل و رفع معنويات منخرطيها و المتعاطفين معها لا غير، كما أكد فراد نقلا عن بسعود دائما أن أعضاء تلك الجمعية كانوا يجوبون مقاهي باريس لجمع المال من أجل طباعة منشورات تعليمية بالأمازيغية وإرسالها إلى الجزائر من أجل تدريسها.
فرّاد عاد - لدى استضافته بجريدة الشعب ليلة «يناير» -  إلى الخلاف الذي وقع بين بسعود امحند اعراب و مولود معمري حول حرف كتابة اللغة الامازيغية الذي انفجر بعد اقتراح معمري على الجمعية كتابتها بالحرف اللاتيني الشيء الذي رفضه بسعود جملة و تفصيلا بحجة أن التيفيناغ هو الحرف الأصلي للأمازيغية في حين برّر معمري مقترحه بكون  الحرف اللاتيني قادر على توسيع تعليم اللغة الأمازيغية بينما لا مستقبل - حسبه- مع التيفيناغ.
وعن «الاكاديمية « –دائما-  قال فراد إن مصطلحا مثل هذا لا يمكن إطلاقه على مجرد جمعية مثل تلك التي كانت موجودة بباريس على اعتبار أن الأكاديمية هي مؤسسة لديها معايير معينة وأهداف وباحثون ... الخ وهي شروط لم تتوفر في جمعية باريس البربرية ؟ وهنا دعا فراد إلى عدم الخلط بين قسم الامازيغية بجامعة السربون وتلك الجمعية التي يسميها البعض خطأ أكاديمية ؟
وعن تسمية بربر قال فرّاد إن الرومان هم من أطلقوا على الأمازيغ هذه التسمية من باب الاحتقار والإهانة حيث كانوا يعتبرون أن كل من هو ليس روماني هو بربري وأكد أن التسمية الأصلية للأمازيغ هي زواوة قبل أن يطلق عليهم الأتراك - لأول مرة - تسمية قبائل وهي التسمية التي رسخّها الفرنسيون واستثمروا فيها في إطار الخطة التي كانت متبعة من قبل الاستعمار الفرنسي وفق  قاعدة (فرق، تسد) وفي الصدد ذكّر الدكتور فرّاد - الذي يفضل أن يطلق على نفسه اسم «المناضل الفكري» بالمهمة التي أوكلها الجنرال بيجو لدى اجتماعه مع كبار الانتروبولوجيين والباحثين الاجتماعيين حين طلب منهم الاشتغال بالبحث لتحريف التاريخ وترسيخ فكرة وجود شعبين متصارعين في الجزائر واحد عربي والآخر قبائلي ؟.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024