دعا المفكر والباحث محند أرزقي فراد إلى كتابة اللغة الأمازيغية بالحرف العربي كونه أسهل وأقرب إلى الحقيقة التاريخية والمرجعية الاجتماعية للشعب الجزائري معترفا أن الكتابة اللاتينية تطغى على اللغة الأمازيغية، ولكن هذا لا يعني استعمالها على حساب الحرف العربي.
وأوضح المفكر والباحث محند أرزقي فراد الذي حل ضيفا على جريدة «الشعب» بمناسبة إحياء رأس السنة الامازيغية، أن مشكلة توحيد كتابة اللغة الامازيغية بحرف واحد لا يمكن حلها في وقت وجيز وإنما تتطلب حلا سياسيا من خلال اتخاذ رئيس الجمهورية قرار تبني حرف معين في كتابة اللغة الامازيغية بشكل رسمي أوحل معرفي عن طريق إنشاء ثلاثة مخابر تجيز للجزائريين اختيار حروف كتابة اللغة الامازيغية بين العربية واللاتينية والتيفيناغ، وبعد مدة زمنية يتم الانتقال إلى مرحلة التقييم لتحديد حرف الكتابة المناسب.
وأكد ضيف الشعب أن موقفه تجاه ضرورة كتابة اللغة الأمازيغية بالحرف العربي غير أيديولوجي لأنه لم يدع إلى إقصاء الحروف اللاتينية أوالتيفيناغ،وإنما يعمل على تشجيع المنافسة العلمية بين الأبجديات الثلاث، وترك المجال للجزائريين لاختيار الحرف المناسب، مشيرا إلى أنه لا توجد أية لغة تكتب بثلاث أبجديات إلا الأمازيغية والكتابة على حد تعبيره قضية تقنية قد تتغير على مر الزمان ولا يوجد مانع علمي لذلك.
وكشف أن الدراسات أثبتت أن الأبجدية الطاغية على اللغة الأمازيغية تتمثل في الحروف اللاتينية، وهي حقيقة علمية لا يمكن إنكارها مستدلا على ذلك بالقول أن أول كتاب ظهر في 1868 تضمن شعرا أمازيغيا مكتوبا بالحرف العربي ولكنه يحتوي على خطوط لاتينية، بالإضافة إلى حقائق تاريخية أخرى حين عملت فرنسا بداية من 1880 على فتح مدارس في العاصمة لتدريس اللغة القبائلية.
واعتبر محند أرزقي فراد أن مسالة الحروف التي تستعمل في كتابة اللغة الأمازيغية ليست إشكالية، إذ لا يجب الدخول في صراع حولها خاصة في ظل التكنولوجيا والعولمة والتعددية وهو ما يقتضي تعلم عدة لغات ويتيح مجالا واسعا للاختيار خاصة وأن الذي يجيد لغة واحدة فقط يعد في هذا العصر أميا ونصف متعلم، مؤكدا أن أهم ما في الأمر يكمن في إنقاذ اللغة الأمازيغية من الضياع والانقراض وتعميمها على المستوى الوطني.