رد المفكر والباحث محند ارزقي فراد على الأطراف التي تدعي أن الاحتفال بـ «يناير» عيدا وطنيا يبقى مجرد فلكور، وأكد أن هؤلاء يتساوون مع من يتاجر بالامازيغية في سوق السياسة، داعيا إلى إنقاذ مكونات الهوية الوطنية من المتشددين لأنهم يرفضون التصالح مع التعايش.
أوضح المفكر أن الرد على هؤلاء المتنطعين أو المتشددين هو إنقاذ مكونات الهوية الوطنية المتمثلة في العربية والامازيغية وحبلهما المتين الإسلام، الذي يعتبر الإطار الذي يجمع مكونات هويتنا ويحافظ عليها ضد الأفكار المتشددة التي سواء تدعي تمسكها بالعربية أو الأمازيغية.
وشدد المفكر ارزقي أن الاحتفال بيناير عيدا وطنيا لا يمكن وصفه بالفلكلور كما يدعي البعض، بل هو حسب تعبيره محطة تعبر عن هوية أمة وحضارة عريقة لايمكن التشكيك فيها، واصفا تفكير هؤلاء المتشددين بأصحاب الذهنيات الضيقة، والمصالح التي لا ترى سوى الجانب الفارغ من الكاس.
وانتقد الباحث الذي ينتمي إلى فئة المدافعين الإصلاحيين عن الأمازيغية بفكر معتدل يحترم كل مكونات الهوية الوطنية الأطراف التي تعكر صفو الاحتفال بيناير، مشيرا إلى أن «يناير» هو استقرار نفسي ومصالحة مع الذاكرة الأمازيغية، موضحا أن الذين يرون أن الأمازيغية ند للعربية هم يصطادون في المياه العكرة ولا ينبغي السكوت على التوجه المتطرف.
وأشار ارزقي فراد أن الأمازيغية لا يمكن اختزالها في لغة تواصل فقط كما يرى كثيرون، ولكن هي مجسدة في العمران والملابس، إضافة إلى العادات والتقاليد التي تعبر عن تمسك المجتمع الأمازيغي بهويته الأصيلة، لأن الحضارة هي خلاصة المجهود البشري.
وذكر ضيف الشعب أن أحد التحديات التي تواجه الثقافة الأمازيغية هي الذهنيات الضيقة التي تنتقد كل ما هو جميل، وتسعى إلى إثارة البلبلة والقلائل، تزامنا مع كل احتفالية،
من جهته، قال الدكتور فراد إن ترسيم «يناير» الذي سبقت فيه الجزائر كل الدول يضعها في مكانة دولية هامة عبر تصدير الثقافة الأمازيغية إلى دول العالم، سيما وأن عدة بلدان تعرف الكثير عن ثقافتنا من خلال موروث تتناقله الأجيال جيلا بعد جيل، عبر عدة أشكال تجعل من الهوية رسالة عالمية بامتياز.