المشاهد المؤثّرة قلّصت نسبيا من حوادث المرور
ليس من مهام المركز الوطني للأمن والوقاية عبر الطّرق إعداد التّقارير والحصائل المتعلّقة بحوادث المرور، وتحليل مؤشّر الأرقام المحصاة طيلة السنة، وإنما يعتمد على استراتيجية إتصال الأولوية فيها تكون للصورة والصّوت في آن واحد، فإلى أي مدى استطاع خبراء المركز التأثير في المتلقّي من خلال استعمال ما يعرف بالومضات الإشهارية الحاملة للعناصر النّفسية المتوجّهة مباشرة إلى إحداث «هزّة» في كل من يتابع تفاصيلها، خاصة بالتركيز على مشاهد الإصطدام (Collision) المؤدّي إلى الدماء ؟.
حسب السيد نايت الحسين، مدير المركز الوطني للأمن والوقاية عبر الطرق، فإن الخيار المتبع في هذا الشأن هو الرهان على الصدمة، التي بوسعها إدخال التغيير على سلوكات الفرد، تليها آليا القدرة على تبليغ الرسالة المتوخاة، وهذا ما تستند إليه المدرسة الأنغلو ـ ساكسونية، في حين أن نظيرتها الفرانكوفونية تهتدي في عملها إلى المرونة.
وبناءً على ذلك فإنّ منحى حوادث المرور عندنا يتطلّب أن نلجأ إلى الطّريقة الأولى حتى نلمس نتائج ذلك، وهذا ما تمّ التوصل إليه في غضون السّنوات القليلة الماضية من انخفاض ملحوظ في عدد حوادث المرور.
وماتزال تلك الصّورة المؤثرة عالقة في أذهان كل من يسوق السيارة، وأي حركة غير محسوبة قد تكلّف صاحبها المزيد من المتاعب الجسدية النّفسية وكذلك المادية، ففي كل لحظة تمر أمام عينيه تلك الحالات الخطرة جرّاء أي تجاوز غير قانوني للخط الأصفر المتواصل أو غيره.
من جهتها نفت فاطمة الزهراء، مسؤولة خلية الإتصال بالمركز الوطني للأمن والوقاية عبر الطرق، أن يكون الإعتماد على «الدماء» فقط في الومضات الإشهارية، بل هناك تدعيم للصورة المتكاملة كإدراج أفراد الأسرة (الأب، الأم، الأبناء) في هذا العمل، وإبراز تداعياته الإقتصادية وخلفياته الإجتماعية عندما يتعرض المعنيون إلى إصابات تعقّدهم طيلة حياتهم، يكلفون الدولة الملايير في العناية بهم.
كما شدّدت على ضرورة الإهتمام بالتّربية المرورية لدى الطفل في سن مبكّرة حتى يتعوّد على هذا العالم، ولا يجد نفسه مكبّلا مستقبلا لا يعرف أي شيء عن السياقة وغيرها.
أما نبيلة فرحات رئيسة جمعية الممرّنين المحترفين للسياقة، فأوضحت بأنّها تفضّل البساطة في رسالة الومضات الإشهارية ذات المنفعة العامة، وهذا بالتّزاوج ما بين الحوادث واحترام قانون المرور، حتى يكون الفهم سريعا وراسخا لدى المشاهد، يسمح له مع مرور الوقت الإلتزام بما يقدّم له ولا ينفر من الصّورة.
كما أنّ المطلوب من الجهات المسؤولة إدراج التّربية المرورية في مقرّرات الأطفال، وهذا بالإبداع في العمل بواسطة وسائل بيداغوجية محبّبة لدى هذه الفئة، كاستعمال الألوان في الإشارات وتقمّصها شخصية تتحاور مع الآخر، وهناك أساليب أخرى لدى الجمعية.