قال ملحن شارات رسوم الكرتون والمؤلف طارق العربي طرقان، أمس، أن بيئة إنتاج إعلام الطفل أوبالأحرى رسوم الكرتون في المنطقة العربية لم تعد تبعث على الارتياح بعد تعالي موجة التغول التجاري في الإنتاج، وكذا الوضع السياسي، داعيا إلى ضرورة اعتماد العربية الفصحى ومواجهة انتشار اللهجة العامية في إعلام الطفل، باعتباره ركيزة في تلقين الأجيال قيم المجتمع النبيلة.
أوضح طرقان أن الواقع الحالي افرز متغيرات جديدة أدّت إلى انتشار اللهجات العامية في إنتاج الرسوم المتحركة بشكل خاص أوالإعلام الموجه للطفل بشكل عام، محذرا من خطر تأثير اللهجات العامية على ثقافة الأطفال في المنطقة العربية، سيما بعد تغوّل المنطق التجاري في الآونة الأخيرة، الذي بات يطغى على كل مؤسسات الإنتاج الحالية.
أبرز ضيف “الشعب” خطورة استعمال اللّهجات العامية على فكر الأطفال وما لها من تأثير تراجع المستوى التعليمي، لأنها خارج عن اللغة الأم، مشيرا إلى أن الإنتاج الحالي يميل بشكل كبير إلى الانسلاخ من الأخلاق وفيه الكثير من الإساءة، قائلا: “إن الغث بات أكثر من السمين فيما يتعلق بإنتاج رسوم الكرتون”.
في مقابل ذلك بعث طرقان رسائل أمل وتفاؤل حول هذا النوع من الإنتاج خاصة في الجزائر، التي قال إن زيارته لها كشفت عن جيل ذهبي بصدد إعداد أعمال موجهة للطفل، ترقى إلى الأهداف المطلوبة، مؤكدا أنها حافظت على النهج الذي يعمل وفقه في ترسيخ القيم النبيلة للأطفال والسموّ بهم في ظل عالم يتسّم بالتحدّيات الفكرية، التي تهدّد كيان الأمة العربية بأكملها، لأنه لا يمكن استعمال اللّهجات العامية في كل بلد لأن العربية الفصحى هي اللّغة الجامعة، والمشتركة.