أكد الباحث والمستشار بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف ، يوسف مشرية أن “المرجعية الدينية الوطنية الجزائرية، حافظت على النسق الاجتماعي والوحدة الوطنية والفكرية للجزائريين ، معتبرا أنها بمثابة “صمام أمان سمته الوسطية والاعتدال”، محذرا من”أي اختراق طائفي ونحلي”، كما شدد على دور “النخبة والإعلام خاصة وأننا نعيش في ما يسمى بفجر الأقليات” التي تحاول أطراف و جهات تشجيعها واستغلالها لتفتيت و تجزئة المجتمعات و الأوطان.
حذر يوسف مشرية لدى استضافته، أمس، في ركن “ضيف الشعب”، من الاختراق الطائفي المتزامن وفجر الأقليات، لافتا إلى أن الهدف هو خلق أقليات وطوائف ليست أصيلة مؤكدا أن الدستور الجزائري والإصلاحات الأخيرة كفلت حرية المعتقد وحرية ممارسة العبادات لغير المسلمين وغير الجزائريين على أن يكون ذلك وفق قوانين الجمهورية”.
وشدد في السياق على ضرورة مسايرة الإعلام للأحداث والحيلولة دون تحقيق مآرب الاختراق الطائفي، لافتا في معرض رده على سؤال يخص الكتب غير المتوافقة مع المرجعية الجزائرية التي يراد في كل مرة الترويج لها من خلال معرض الكتاب الدولي، أن دور النشر التي تريد الترويج لكتبها عليها أن ترسلها الى لجنة القراءة.
مشرية تساءل عن سبب إدخال الكتب دون المرور على اللجنة المختصة رغم أن البيوت تؤتى من أبوابها – أضاف قائلا- معتبرا أنه “ليس من أخلاقيات العمل الفني والعمل الإعلامي”، جازما بأن “التحديات كبيرة وكبيرة جدا” لأن “هناك اختراق طائفي، نحلي”، و«يراد أن نعيش الشحن الطائفي في الجزائر “ ونحن “ بعيدين كل البعد عن هذا”، وخلص إلى القول “لا نريد من الغير كان صديقا أو شقيقا أو جارا، أن يصفي الحسابات داخل “الجزائر”.
وأضاف في السياق “ما يحز في أنفسنا عشية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، هو أن الأشقاء في سوريا، ليبيا، اليمن ومالي، يعيشون الخوف والهلع وقد كانوا من قبل في أمان”، وقال في السياق “نريد توعية النخبة من أئمة، علماء ومثقفين، إلى أن الخلاف عندنا حول أمور فقهية فرعية لا نشعر بها، لذلك إذا أقبلت الفتنة يعرفها العلماء وحين تدبر يدركها الجاهلون”، مذكرا أننا “كلنا عشنا العشرية السوداء، وكيف كان الناس متحمسون بداية التسعينيات، وخلال أيام الفتنة سارع الجميع بالتضرع والدعاء لإطفاء جمرة الفتنة”.
وأوعز المسألة إلى “دوائر محترفة درست عقلية المجتمعات العربية الإسلامية، تدرك جيدا بأن هذا الخلاف الفقهي والعقدي أي خلاف التنوع، استغلته استغلالا جيدا”، أما التشويش على مرجعيتنا السنية المالكية ـ استطرد يوسف مشرية ـ مثلما “أشار إليها في كثير من المناسبات خط أحمر”، رغم أننا منفتحين على الجميع، ونتحاور في المحافل الدولية والإقليمية مع الجميع، ونقبل كل الأفكار، إلا ما يندرج في إطار الشحن الثقافي، وخلق فتن داخل الأسرة الواحدة”.