ساهم مؤتمر الصومام في دعم وإيصال صوت الثورة الجزائرية إلى الرأي العام الدولي من خلال تركيزه على الجبهة الإعلامية التي كان دورها أساسيا في التأثير على دول العالم ، ما جعل 20 أوت 1956 منعطفا تاريخيا حاسما في مسار ثورة التحرير المجيدة حسب المؤرخ والباحث الدكتور محمد لحسن زغيدي.
أبرز الأستاذ المختص في تاريخ الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر المجيدة في ندوة تاريخية بمنتدى «الشعب « النتائج التي أسفر عليها وانعكاساتها على الصعيد الدولي بعد تتوجيه بقرارات هامة ساهمت بشكل كبير في إنجاح الثورة التحريرية المجيدة وإرساء أسس الدولة الجزائرية الحديثة .
وأكد زغيدي أن المؤتمر نظم سياسة الثورة بكل ما جاء في بيان أول نوفمبر وحدده إلى شبه تقنين سياسي للمبادئ من خلال توزيع المهام في الداخل والخارج لإنجاح الثورة ،حيث جعل للثورة هياكل كان مقرها في الخارج تضم المجلس الوطني للثورة وهيئة التنسيق والتنفيذ.
وأعطى مؤتمر الصومام على حد قول ألاستاذ المختص في تاريخ الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر المجيدة مهام لجبهة التحرير الوطني بالتركيز على الإعلام لتوصيل الصوت الصادق لثورة نوفمبر إلى جميع دول والعالم ،وكانت الجبهة الإعلامية آنذاك قد لعبت دورا هاما في دعم الثورة وكسب الأنصار الذي نالتهم الجزائر ضد فرنسا.
وتطرق البروفيسور زغيدي إلى الحديث عن بيان أول نوفمبر الذي لم يفهمه على حد تعبيره جميع أفراد الشعب سوى نخبة قليلة،إذ كان باسم الشعب الجزائري لكنه موجه للرأي العام العالمي والنخب الفرنسية بالتحديد كونه حمل 12 مادة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يتكون من 30 مادة وجسدتها 21 نقطة في نص البيان.
وعلى ضوء قرارات المؤتمر توسعت الهيئة الدبلوماسية لتشمل النخبة الجزائرية ،التي كانت في الداخل من الحركة النضالية أو الحركة الطلابية بل أسندت أيضا مهام للطلبة العرب في أمريكا اللاتينية منصوص عليها في وثيقة الصومام أول نوفمبر لما نرى المعادلة القيادات التي وضعت قسمين قسم ستكون من 5 أفراد في الداخل من قياديين وقسم ستتكون من 5 أفراد في الخارج وبهذا نجد أن النسبة متوازنة بين القياديين الذين ضحوا بأنفسهم من أجل نجاح الثورة في داخل الوطن وخارجه.
في ذات السياق أوضح أن الجانب الدبلوماسي ساهم في منح صلاحيات أوسع للترويج للثورة الجزائرية وجلب السند الدولي لها للثورة وبدأ بإنشاء هياكل كان مقرها في الخارج وتضم المجلس الوطني للثورة وهيئة التنسيق والتنفيذ زيادة على الحركة الوطنية منذ 1947 والمكتب المغرب العربي بالقاهرة والبعثات التي سبقت أول نوفمبر والوفد المتكون من خيضر و حسين آيت أحمد وبن بلة والمركزيين والنخبة الجزائرية التي كانت في الخارج كلها بقرار من الصومام أن تتبوأ مهامها الدبلوماسية وكان لها إضافات قيمة في الثورة التحريرية .