خاصمتُ كل الكتّاب..
حتى نفسي حين أستعير أقلاما من أبنائي لأكتب وأخط هذه الحروف..
معلنة بها عشقي للكتابة وفاضحة لأمري..
لكن ليس هذا سبب خصامي للكُتّاب..
خاصمتهم..
حين وجدت قطعة من حياتي.. من نفسي.. من أيامي.. من شقائي.. مبعثرة بين حروفهم وكلماتهم..
حين تناولوني كمادة في نصوصهم..
في حين كنت أنا النبض..
وأنا الروح لتلك الكلمات...
خاصمتهم، نعم..
حين أحسنوا تجسيدي على تلك السطور..
مرة كحكاية للأطفال ومرة أخرى كرواية للعشاق...
كنت لا أزال نقطة على سطر..
فأصبحت بهم نهاية بلون الحبر..
كشفوا عن شقائي..
وفضحوا حبي..
وحولوا دمعي قصيدة ونثر..
خاصمت نفسي حين كتبت عن نفسي..
خاصمتها حين لملمتني حروفا.. وجمعت أيامي كلمات..
وصرت لغة خطاب يفهمها القراء من حروف تتراقص فوق البياض، معلنة انتصارها ببوح الحبر الأزرق.... حينها فقط تصالحت مع نفسي..