صعب هو النّصف
وقذر داء التلون
أحب الأبيض كما
هو وسحقا للرتوش
مرارة الفطرة ألذ
من عسل القناع
بيادر القمح مازال
شوكها بيدي
حصدتني غضاً
وأنا حصدتها يانعة
مشينا الدروب بحذاء مرتق
إناء الشّاي أسفله محترق
يمينه لا يشبه يساره
كأسي مقضوم الحافة
ولا يشبه باقي
الكؤوس إلاّ بالاسم
ثوبي مهترئ الجيوب
لكنّه نظيف
فوضوية مدرستنا
سقفها مثقوب
كل الأيام فيها جمعة
ماعدا الجمعة
رائحة الأوراق في
خزانتها الخشبية
المتهالكة تسكرني
إلى الآن حنينا
سطحها كان مزيّنا
بأزهار البابونج
وبعض من ورود حمراء
عرفت اسمها لاحقا
نادرا ما نرى الشّمس
تغيب مع مغيبها
تغيب نوما وننتشلها
قبل آوانها شروقا
ضحكاتنا تسابق
زغزغات العصافير
نطير مع الفراشات
نطارد أسراب القطا
آخر الدنيا كانت
الضفة الأخرى من الفرات
جلّ أحلامنا بضع ساعات
في المدينة كل عام
تلك الطّفولة شواطئ
بحرها مرسى سفني
أتعطّر من شذى طيبتها
وأترنّح على أنغام فطرتها
روحي تهوى عبثية
فوضويتها إلى الآن
ما أسموها الحالمون
تمردا وجنونا
بما يسمى الآن بكسر
الروتين الأرستقراطي اللعين
أتحبيني هكذا وبعد كل هذا
بعنادي...وجموحي...
بقدسية البساطة
بحريتي..بفوضاي...
بشنقي للروتين والسكون
بما تنبسه روحي
من لذيذ الكلمات
يغتالني شبقا نهد الحرف
حين يترنّح ثملا
يرضع جنين المعنى من روحي
أعشق اللوز على شفاه
مسهن لفح الريح
أغنّي لتوت المساء
ورائحة البنفسج
أحلم بتقوى جنوني ورزانته
يخرج الحلم من دمي نبيذا
أحياه وأصدق
هزله وبعض ألوانه
وأغادره منهكا تماما
كما غادرت يوما
الضفة الأخرى لنهر الفرات